أخبار الدار

شقير: واشنطن تحدد مهمة المينورسو في 6 أشهر للتعجيل بحل ملف الصحراء

الدار/ عفراء علوي محمدي

تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بمسودة أولية حول مشروع قرار حول الصحراء، يتعلق أساسا بتحديد مهمة المينورسو في ستة أشهر فقط، وهو القرار الذي يعارض موقف فرنسا القاضي بتمديد مهمة البعثة إلى سنة كاملة.

وتحاول فرنسا إقرار هذه  المدة لمنح مزيد من الوقت لأطراف النزاع، بمجرد بدأ محادثاتها في جنيف، وتحت إشراف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، وينتظر أن تعقد جولة أخرى للحسم في الموضوع.

وتفاعل وزير الخارجية والتعاون المغربي، ناصر بوريطة، مع مداخلات الدول الغربية حول الملف، وخصوصا منها المسودة الأمريكية، التي قدمتها لمجموعة أصدقاء الصحراء (أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا)، والتي تروم عقد اجتماعات مع هذه الدول.

وفي رد غير مباشر على المسودة الأمريكية، قال بوريطة، في تصريحاته الإعلامية الأخيرة، إنه "لا يرغب في عقد اجتماعات حول الملف من أجل الاجتماع"، في إشارة إلى أن حوارات من هذا القبيل لن تؤتي أكلها.

وأوضح بوريطة، اليوم الخميس، خلال عرضه أمام المجلس الحكومي، "إن المغرب تفاعل، أخيرا، مع بعض المتدخلين الدوليين في ملف الصحراء المغربية بشأن مواقف المملكة من بعض التطورات الأخيرة المرتبطة بهذا الملف على ضوء عقد مائدتين مستديرتين بجنيف في دجنبر 2018 ومارس 2019، وخاصة في ما يتعلق بمشاركة كل طرف فيها، وكذا سيرها ونتائجها؛ وبخصوص تدبير بعثة المينورسو وبعض الأفكار والمشاريع غير المنتجة التي تروج بشأنها". واضعا الأصبع على مشاركة كل طرف على حدة، وسير المائدتين ومخرجاتها.

أما المحلل السياسي الخبير في ملف الصحراء، محمد شقير، فقال، في تصريح لموقع "الدار"، إن أمريكا تحاول، ما أمكن، الضغط على الأطراف المعنية بالنزاع لتقليص مهمة المينورسو إلى 6 أشهر وتنظيم محادثات مع الأطراف المعنية، وبالتالي "التعجيل بحل النزاع الذي أصبح، بالنسبة إليها، يشكل خطرا على المنطقة بكاملها، ولا بد له من حله في أقرب الآجال"، يشرح شقير.

ويأتي الموقف الأمريكي في إطار سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في التعامل مع القضايا الكبرى في الحوار، للحسم في بعض الصراعات التي تعتقد أنها "دامت أكثر من اللزوم"، مؤكدا أن أمريكا "تعلم أن دولا مغاربية تعيش نوعا من اللااستقرار السياسي، وعلى رأسها الجزائر وليبيا، وبالتالي فصراع الصحراء لا بد أن يتم حله حتى لا يساهم في انتشار المتطرفين، خصوصا وأن المنطقة قريبة من حدودها الساحلية الشرقية".

أما بالنسبة لتشبث فرنسا بمهلة سنة كاملة، فيأتي، حسب شقير، "لاعتبار فرنسا المنطقة تحت نفوذها، وأن التدخل الأمريكي فيه نوع من المنافسة غير الشريفة وفرض للتصور الأمريكي، الذي لا تقبله فرنسا".

وفرنسا بذلك، "تحاول خلق نوع من التوازن بين المغرب والجزائر، وخصوصا وأن لها مصالح مع البلدين معا"، حسب شقير، وبالتالي فـ"6 شهور غير كافية للبحث عن حلول جادة تفيد الطرفين معا، وتضمن مصالح فرنسا"، وفق المحلل السياسي نفسه.

وكان جون بولتون، قد سرح، أخيرا، بعدم ترحيب الديبلوماسية الأمريكية بقرار استمرار مهمة بعثة الأمم المتحدة "المينورسو" لسنة كاملة، بسبب "عدم إحراز أي تقدم في الملف".

وعبر بولتون، في مداخلة له بمركز بحثي أمريكي في واشنطن، عن خيبة أمله الكبيرة لعدم حل نزاع الصحراء، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستطلب إنهاء جميع مهمات الأمم المتحدة في أفريقيا، ومن ضمنها بعثة المينورسو، لكونها "لم تحقق النتائج المرجوة في حفظ السلام"، وفق تعبيره.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى