قصة “البطلة الهاربة” تكشف مأساة حقوق المرأة في إيران
عاد الجدل مجددا في إيران بشأن حقوق المرأة في البلاد، بعدما أعلنت أول ملاكمة إيرانية، تفوز بنزال رسمي، إلغاءها رحلة العودة إلى طهران بسبب صدور مذكرة توقيف بحقها في إيران.
وبحسب ما نقلت صحيفة "تلغراف" البريطانية، فإن صدف خادم، فازت على نظيرتها الفرنسية، آن شوفين، في نزال أقيم بفرنسا، يوم السبت الماضي.
وذكرت متحدثة باسم الرياضية، أن السلطات الإيرانية أصدرت مذكرة اعتقال بحق الملاكمة، إضافة إلى منظم النزال، مهيار منشيبور، بسبب عدم مراعاة الزي الذي يوصف بالمحتشم.
وحرصت خادم، 24 سنة، على ارتداء قميص وسروال يحملان العلم الإيراني ويضم كلا من ألوانه الخضراء والبيضاء والحمراء، لكن هذا لم يشفع لها لدى السلطات.
وتدرجُ منظمات حقوق الإنسان، إيران ضمن أكثر الدول التي تصادر حقوق المرأة في العالم، وتفرض طهران منذ ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" قيودا صارمة على هندام النساء.
وبحسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي لسنة 2017، حلت إيران في المرتبة 140 من بين 144 دولة، في مؤشر الفوارق بين الجنسين.
وفي العام نفسه، لم تشكل المرأة في إيران سوى 17 في المئة من القوة العاملة في البلاد، وهو ما يؤدي إلى إهدار موارد بشرية مهمة، بحسب الخبراء.
ويرى متابعون أن إصدار مذكرة توقيف بحق بطلة رفعت راية البلاد، فقط لأنها ارتدت لباسا عاديا، يزيح اللثام عن الوجه الحقيقي لنظام الملالي ويكشف زيف الجهود الرياضية والديبلوماسية لتلميعه.
وحظيت قصة الملاكمة بتفاعل واسع على المنصات الاجتماعية، وقال معلقون إن صدف ليست سوى واحدة ممن طفت قصصهن إلى الواجهة، أما عدد المضطهدات في الواقع فهو أعلى بكثير على الأرجح.
وتخشى الملاكمة، اليوم، أن تتعرض لمشاكل قضائية في بلدها لأنها لم تراع ما يفرض على النساء خلال المسابقات الرياضية "لقد كنت أتنافس في إطار منافسة رسمية بفرنسا.. هذا اللباس يبدو عاديا في أعين العالم بأكمله، لكن هذا يخالف القواعد في بلدي".
المصدر: الدار – وكالات