أخبار الدارالرياضة

زياش: أمي.. ثم أمي.. ثم أمي

الرباط/ صلاح الكومري

يعتبرها كل شيء في حياته، يستمد منها قوته وطاقته، مرة قال إنه لا يتخيل حياته بدونها، وأنها مصدر تألقه ونجاحه، وحافزه الوحيد للاجتهاد والمثابرة.

ما فتئ زياش، يفتخر بارتباطه الوثيق بوالدته، المنحدرة من مدينة بركان، وبالضبط من قرية "تافوغالت"، يصدح في وسائل الإعلام قائلا: "إنها أمي.. ثم أمي..ثم أمي".

بينما يصطحب أغلب نجوم الكرة، رفيقاتهم وزوجاتهم إلى المباريات والحفلات الرياضية، فإن زياش، يصر على أن تكون والدته، رفيقة دربه، يخطو وراء خطواتها مطأطأ الرأس، يعتبر نفسه مازال أمامها طفلا صغيرا في حاجة إلى رعايتها، وهي بدوره، لا تبخل عليه بحنانها ودعواتها له، ترميه برضاها، وبأن يكون اليسر رفيق دربه.

حين رأى زياش النور، في 19 مارس 1993، في مدينة "دروتن" الهولندية، كانت والدته، وقتها، تعتني بأسرة مكونة من سبعة إخوة، تكابد، مع زوجها، اللحام، لتوفير لقمة العيش لفلذات كبدها، ورغم الظروف الصعبة التي مرت على الأسرة، وقتها، إلا أنها لم تبخل عليهم جميعا بحنانها ورعايتها وحرصها على تنشئتهم وفق العادات والتقاليد الإسلامية، بل زرعت فيهم جميعا حب الوطن والتمسك بالجذور، وحين اختار زياش تمثيل المنتخب الوطني، رافضا العروض المغربية من المنتخب الهولندي، لم يكن يلبي نداء الوطن الأم فقط، بل كان يقدم لوالديه ثمار تربيتهم الصحيحة، ويؤكد لهم أن جهودهم وتضحياتهم لم تذهب سدى.

حين فاز حكيم زياش بجائزة الحذاء الذهبي، التي تمنحها صحيفة "دي تليغراف" الهولندية، لأفضل لاعب في الدوري، وقف وسط قاعة الحفل، وقال في أمه شعرا، وصدح أمام الحضور: "هذه أمي، هي البطل الحقيقي وليست أنا..هي كل شيء بالنسبة لي، ولولاها لما وقفت اليوم أمامكم، إذن حيوها أرجوكم لأنها من قادتني إلى هنا لأقف أمامكم".

يحق لزياش أن يفتخر بوالدته التي تجسد أمهات جيل كبير من المغاربة، بحنانها وطبيها، كما يحق لها أن تفتخر بابنها البار، وهو يرتمي في حضنها مثل طفل صغير، كأنما يريد أن يقول لها: "خذيني، إذا عدت يوما وشاحا لهدبك..وغطي عظامي بعشب..تعمّد من طهر كعبك".

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إحدى عشر − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى