احتضنت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية اليوم الأربعاء بالرباط، حفل تأبين للعلامة الراحل محمد بنشقرون، تم خلاله تسليط الضوء على مساره الأكاديمي والأدبي الحافل، والتوقف عند مساهمته المعتبرة في إشعاع المغرب وثقافته على المستويين الوطني والدولي.
وحضرت حفل تأبين المرحوم بنشقرون، الذي وافته المنية في شتنبر من عام 2022، عن سن يناهز 90 سنة، مجموعة من الأسماء المعروفة في مجال الثقافة والأدب والسياسة في المغرب، وكذلك أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالرباط، إضافة إلى مجموعة من أصدقاء الراحل وأفراد من عائلته.
وشهد الحفل عرض شريط سلط الضوء على حياة الراحل في جوانبها الانسانية والتاريخية والسياسية، ومساره الأكاديمي الطويل، الذي تمخضت عنه مؤلفات تناهز الثلاثين مؤلفا باللغات العربية والفرنسية والاسبانية، في مجالات مختلفة أغنت الخزانة المغربية والعربية.
كما استحضر الشريط مختلف الجوائز التقديرية التي حصل عليها الراحل سواء داخل المغرب أو خارجه، بما يبرز قيمته العلمية والفكرية.
وأبرزت شهادات حية في حق المرحوم، خصال الفقيد، وإبداعاته العلمية الغزيرة في الأدب والترجمة والثقافة والتاريخ وغيرها، معتبرة أن الراحل بنشقرون كان “أيقونة في العلم والعطاء”، وواحدا من الوجوه البارزة في الحقل الأدبي في المغرب والعالم العربي.
كما سلطت الشهادات الضوء على المؤلفات الأكاديمية الغنية التي خلفها الراحل ومساهمتها في الرقي بالفكر والأدب في المغرب.
وتميز الحفل بالتوقيع على اتفاقية هبة الخزانة الخاصة للمرحوم وأرشيفه الأدبي للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وقعها كل من نجل الراحل، نفيس بنشقرون، ومدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، محمد الفران.
وقال السيد الفران في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المرحوم محمد بنشقرون كان منارة علمية شامخة، وعلما من أعلام الفكر والثقافة في المغرب.
وأبرز “الإنتاج الفكري الغزير للمرحوم في مختلف مجالات العلوم الإنسانية”، مشيرا إلى أنه “ارتاد مجالات علمية لم يكن يرتادها غيره من الدارسين والباحثين”.
وأعرب عن امتنانه للراحل، الذي أبى إلا أن تهدى خزانة كتبه للمكتبة الوطنية للمملكة، وهي الخزانة التي تضم أكثر من 7000 مؤلف، إضافة إلى أرشيفه الأدبي بكل ما يشتمل من وثائق “رغب الراحل أن تكون رهن إشارة الباحثين والمهتمين”.
وأشار السيد الفران إلى أن ” احتفاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالتراث الأدبي والفكري للمرحوم محمد بنشقرون يشكل احتفاء بالذاكرة المغربية ورجالاتها البارزين”.
وفي تصريح مماثل، عبر نفيس بنشقرون، نجل الراحل محمد بنشقرون، عن افتخاره وسعادته بالحضور في هذا الحفل الذي يحتفي بوالده ويستعرض مناقبه وتفاصيل مشواره الأدبي الحافل بالعطاء.
يشار إلى أن الراحل محمد بنشقرون رأى النور سنة 1932 في مراكش، ويعتبر من التلاميذ العلامة الراحل المختار السوسي، وحفظ القرآن في سن مبكرة واشتهر بترجمته الدقيقة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية.
وزاوج الراحل بنشقرون بين التعليم الأصيل والعصري، سواء بالمدارس الابتدائية والثانوية بمراكش والعليا بالرباط وباريس، وحصل على شهادات عليا منها دكتوراه الدولة في الآداب من باريس سنة 1974.
ونال العديد من الجوائز المرموقة، أبرزها جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية سنة 2013. وصدرت له عدة مؤلفات يناهز عددها الثلاثين مؤلفا باللغات العربية والفرنسية والإسبانية.
وشغل الراحل عدة مناصب مسؤوليات، منها وزير للتربية الوطنية فجر الاستقلال، كما عين في مناصب دبلوماسية كاليونيسكو ومنظمة غوث اللاجئين، وله عشرات المجلدات والمؤلفات سواء في الفقه أم في تاريخ المغرب.
المصدر: الدار-وم ع