
أكد المشاركون في أشغال الدورة الـ 26 لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي الذي احتضنته مدينة فاس على مدى ثلاثة أيام، إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز التوعية بأهمية الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي.
ودعت التوصيات التي توجت أشغال المؤتمر، المنظم بتعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، منظمة الألسكو إلى إعداد مشروع عربي مشترك في مجال التراث الأثري ينفذ بين الدورتين، والتواصل مع الدول العربية وكافة الشركاء المعنيين لوضع هذا المشروع موضع التنفيذ.
كما أوصى المشاركون بضرورة بذل المزيد من الجهود للتعريف بمدينة القدس وتراثها الأثري عبر مختلف الوسائط الرقمية والمنشورات والمؤسسات العلمية الخاصة بمجال التراث والثقافة عموما وذلك تكريسا للهوية العربية الإسلامية لهذه المدينة الخالدة الضاربة بجدورها في التاريخ.
ودعوا الدول العربية إلى ضرورة موافاة المنظمة بالقوانين والأنظمة وقائمة بالخبراء في مجال التراث والآثار لتوضع من قبل المنظمة في مصنف واحد على ذمة مختلف الجهات المختصة في الدول العربية ولتمكينها من الاستفادة من الخبرات والتجارب المكتسبة.
وأوصى المؤتمرون والمؤتمرات، أيضا، منظمة “ألكسو” بضرورة إعداد مشروع مسودة لتطوير آليات عمل المؤتمر وتعميمه على الدول الأعضاء لأخذ مرئياتها ومقترحاتها في هذا الشأن.
وشدد المشاكون، كذلك، على ضرورة انعقاد المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري، في أقرب وقت ممكن، لصياغة نظام داخلي له وتعميمه على الدول الأعضاء لأخذ مقترحاتها استعدادا لعرضه على المكتب الدائم في اجتماعاته القادمة.
من جهة أخرى، رحب المؤتمرون والمؤتمرات بطلب دولة قطر استضافة الدورة الـ 27 لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، على أن يتم تحديد الموضوع الرئيس، وتاريخ انعقاد الدورة بالتنسيق مع دولة قطر والدول العربية الأعضاء. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد رئيس المكتب الدائم لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، فؤاد المهداوي، أن المؤتمر تميز بالتداول في مواضيع عدة مرتبطة بالتراث الثقافي والعمراني، حيث استعرضت العديد من الدول تجاربها في صيانة هذا التراث والاهتمام بالتراث الحضاري والعمراني، وكذا برامج التأهيل ورد الاعتبار للأنسجة العمرانية العتيقة.
وأضاف أن الدورة الـ 26 كانت فرصة لتبادل الخبرات والتجارب العربية بين وفود الدول المشاركة، وتميزت ببلورة مجموعة من التوصيات المهمة التي تهم السنتين المقبلتين، وهي المدة الفاصلة بين هذه الدورة التي استضافتها المملكة المغربية والدورة الـ 27 التي يرتقب أن تستضيفها دولة قطر. وأشار إلى أن الجلسة الختامية من المؤتمر تميزت بالتداول في الإعلان عن إطلاق “سجل التراث العمراني العربي” من قبل منظمة “ألكسو”، مضيفا أن السجل يعنى بالتراث وتصنيفه تراثا عربيا مشتركا على شاكلة تصنيفات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إسيسكو”. وأضاف أنه بهذه المناسبة ، قدمت المملكة المغربية أول ملف لترشيح عنصر ضمن هذا السجل المحدث ويتعلق ذلك بمدينة فاس، كما تم استثنائيا تقديم ملف ثان خاص بمدينة مراكش.
والمصدر: الدار– وم ع