صحة

الأعمال اليدوية تساعد على تخفيف التوتر

تساعد الأنشطة التي تجعلنا نستخدم اليدين على تخفيف التوتر وحل المشكلات، وذلك وفقا للتقرير الذي نشرته مجلة "سايكولوجي توداي" للكاتبة سوزان بيالي.

فعندما نستخدم أيدينا في مهمة لا تتطلب الكثير من الإدراك المعرفي، فإن ذلك يمنح العقل فرصة للاسترخاء والراحة. وأشارت بيالي إلى أنه عندما يكون عقلها "في سبات"، فإن ذلك يمنحه فرصة للعمل على حل بعض المشاكل.

وقرأت بيالي في العديد من المقالات أنه ليس من الغريب أن تراود الناس أفكار رائعة أثناء القيام بعمل يتطلب منهم استخدام أيديهم فقط.

وحسب ما ذكره خبير طب العقل والجسم الدكتور هربرت بنسون في كتاب بعنوان "ذا برايك أوت برينسيبل"، فإننا عندما ننغمس في عمل متكرر ونريح عقولنا تماما من التفكير في أي مشكلة نواجهها، فإن الحل عادة يظهر بطريقة سحرية.

وأوردت الكاتبة أن العمل المثمر بأيدينا أمر ممتع للغاية، وذلك لأننا مصممون على أن نكون نشيطين، واستخدمنا أيدينا منذ القدم كجزء من سعينا اليومي للبقاء على قيد الحياة.

ولكن في ظل بروز الكثير من التكنولوجيا قل هذا الجهد الجسدي، إذ أصبحنا نضغط على زر بدل غسل الأطباق أو الملابس. وبشكل عام، أصبح هذا النشاط البدني أقل بكثير مما هو مثالي لأجسامنا وعقولنا. وقد يكون استخدام أيدينا فعليا أمرا أساسيا للحفاظ على حالة مزاجية صحية، وقد يسبب غياب هذا النوع من النشاط الشعور بالانفعالية واللامبالاة والاكتئاب.

وتطرقت كيلي لامبرت إلى هذا الأمر في كتابها بعنوان "التخلص من الكآبة: منهج عملي لعلم الأعصاب لتفعيل شفاء دماغك"، حيث قالت إن "إنجاز أنواع معينة من الأنشطة البدنية يساعد على تحسين المكافآت الناجمة عن بذل المجهود، خاصة تلك التي تتضمن استعمال يديك.

ومن المهم أن تخلف هذه الإجراءات نتيجة واضحة، مثل حياكة سترة أو تزيين حديقة. وتعمل مثل هذه الإجراءات والأفكار المرتبطة بها والخطط والنتائج النهائية على تغيير الفسيولوجيا والتركيب الكيميائي لدائرة المكافآت المنجرة عن بذل المجهود وتنشيطها".

وأضافت لامبرت أن قلة النشاط البدني العملي مرتبط بظهور أعراض الاكتئاب، وربما تسهم في المعدلات المرتفعة غير العادية لاضطرابات المزاج التي نراها في عالمنا اليوم.

وأكدت الكاتبة أن إحدى صديقاتها كتبت أن أحد أصدقائها الأكبر سنا نصحها -عندما كانت تمر بتجربة مرهقة- "بتنظيف بعض الخزانات وبعض الأدراج". في البداية، بدت هذه النصيحة غريبة بعض الشيء للتعامل مع الأزمة، ولكن وفقا لصديقتها فقد "ساعدها ذلك بالتأكيد".

وخلصت الكاتبة إلى أن الكثيرين منا يعمدون إلى تناول الأطعمة التي تشعرهم بالراحة أو مشاهدة نيتفلكس أو تصفح شبكات التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك، عندما نشعر بالشلل أو الإجهاد. وقد تكون هذه الأشياء مريحة بالتأكيد، لكننا نشعر عادة بالندم بعد ذلك، كما أن العقل لا يحظى بالراحة الكافية.

وتختلف الأعمال اليدوية من شخص إلى آخر، فقد يساعدك الرسم مثلا أو غسل الأطباق، أو العبث بمحرك السيارة. وبالتالي، في المرة القادمة التي تشعر فيها بالتوتر أو الاختناق، حاول القيام بأي عمل يتضمن استخدام يديك، فقد يكون ذلك ما يحتاجه الدماغ والجسم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى