أخبار الدارسلايدر

تجنيد شباب مخيمات تندوف في فاغنر: جنسية ورواتب مغرية تحت إشراف بوليساريو وبمباركة جزائرية واضحة

الدار/ خاص

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اختفاء عدد من الشباب الصحراوي في مخيمات تندوف، وسط ظروف غامضة.

ازداد قلق الأهالي بعدما باتت مناشير البحث وطلب المساعدة في العثور على المفقودين تتكاثر.

في السابق، كانت حالات الاختفاء تُعزى إلى الظروف المحيطة بالمخيمات، والتي كانت تتسبب في اختفاء أفراد ومجموعات وموتهم في البرية جوعاً وعطشاً.

إضافة إلى ذلك، كان بعض الشباب ينخرطون في مجموعات التنقيب أو يتنقلون إلى مالي وأزواد لشراء قطعان الإبل وإعادة بيعها، وهو نشاط ينطوي على مخاطر جمة مثل التيه أو الاختطاف أو القتل من قبل المجموعات المسلحة.

غير أن الوضع مؤخراً كشف عن تطورات خطيرة، بعد تقارير أكدت تورط مجموعة معينة في نقل شباب إلى مالي تحت تسميات مختلفة. لكن هؤلاء الشباب اختفوا ولم يعثر لهم على أثر رغم المحاولات الحثيثة من أقاربهم.

حادثة الهجوم الأخيرة لمرتزقة “فاغنر” على الأراضي الموريتانية، واقتحام قريتي “دار النعيم” و”مد الله”، واعتقال أشخاص وإصابة آخرين بجروح، كشف المزيد من الأسرار.

بعض الضحايا تحدثوا عن مرافقة ملثمين لمجموعة “فاغنر”، مهمتهم تسهيل التواصل مع الضحايا، وقد لاحظ الأهالي أن هؤلاء الملثمين يتحدثون باللهجة الحسانية، لكنهم ليسوا موريتانيين، مما أثار الشكوك حول علاقة هؤلاء الملثمين بالشباب المختفين.

تمكنت بعض العائلات، بطرقها الشخصية وباستعمال علاقات القرابة مع بعض كبار التجار، من الحصول على معلومات مهمة تفيد بأن “فاغنر” استعانت بشباب من المخيمات، قامت بتدريبهم وتأهيلهم للمشاركة في عمليات بالساحل الإفريقي، وللمساعدة في أعمال الترجمة والتمويه بسبب اللهجة ولون البشرة، مقابل مبالغ مالية مجزية.

لاحقاً، فتح هؤلاء المجندون الباب أمام مشروع تجنيد 500 شاب من مخيمات تندوف للمشاركة في عمليات مختلفة، بما في ذلك نقل بعضهم إلى روسيا للمشاركة في عمليات عسكرية لمدة لا تتجاوز ثلاث سنوات، يحصلون بعدها على الجنسية الروسية ومساعدة في الاستقرار، بالإضافة إلى راتب شهري يتجاوز 3000 دولار.

عملية الانخراط في “فاغنر” تخضع لشروط صارمة، منها قطع المجندين علاقتهم بماضيهم والتخلي عن هويتهم الحقيقية، والالتزام بعدم التواصل مع عائلاتهم. كما يُمنع الانضمام للمتزوجين والآباء، خوفاً من أن تدفعهم العاطفة للهروب أو الاتصال بعائلاتهم، ما قد يؤثر على عمليات التنسيق والتجنيد.

تجري هذه العمليات تحت إشراف جبهة البوليساريو عبر وسطاء من التجار والمهربين، وبمباركة جزائرية واضحة، دون مراعاة لمستقبل هؤلاء الشباب ولا لعائلاتهم المكلومة في المخيمات. يشير هذا المخطط إلى تحضير مستقبلي للتخريب والدمار وإشاعة الخوف والرعب في شمال إفريقيا، بدأت أولى فصوله في الأراضي الموريتانية، ومن المتوقع أن تتسع شرارته في المستقبل القريب.

زر الذهاب إلى الأعلى