أخبار الدارسلايدر

هل يتخلص الديمقراطيون من بايدن َيستبدلونه بمرشح أكثر إقناعا؟

الدار/ تحليل

يبدو الرئيس الأميركي جو بايدن أسوأ الرؤساء الأميركيين حظا. فهو يشرف على إنهاء ولاية رئاسية ويستعد للثانية بعد تمكنه من إدارة تحديات اقتصادية وأمنية غير مسبوقة، لكنه أول رئيس يتلقى صفعة من معسكره الخاص بعد أن تعالت أصوات الديمقراطيين المطالبة باستبدال الرئيس بمرشح أكثر حظوظا وقدرة على مواجهة المنافس الجمهوري دونالد ترامب. وقد كشفت المناظرة التلفزيونية الأولى بين المرشحين أن بايدن لا يمتلك نهائيا مقومات المرشح الديمقراطي القادر على هزم حيوان سياسي شرس مثل دونالد ترامب. والنتيجة هي أن 60 في المائة من الناخبين الديمقراطيين أكدوا في استطلاع رأي أنهم يؤيدون استبعاد الرئيس بايدن.

بغض النظر عن حصيلة الولاية الحالية فإن بايدن يعاني اليوم بسبب عجزه الصحي الواضح ولاسيما فيما يتعلق بقدراته الإدراكية والمعرفية. لقد اتضح خلال المناظرة أن بايدن لم يعد قادرا على المتابعة الدقيقة لكلام منافسه والتركيز مع التفاصيل، واعتمد كثيرا على الإجابات الجاهزة سلفا. وهي مشكلة من الصعب تجنب انعكاساتها السلبية على صورته كرئيس يتمتع بالأهلية الصحية وقدرات ذهنية كاملة، ولا سيما أنها تمثل الأداة الضرورية لإقناع الناخبين خلال المناظرات التلفزيونية التي يتابعها ملايين المشاهدين في الولايات المتحدة وعبر العالم. لقد وجد بايدن صعوبة كبيرة في إظهار كماله الصحي والذهني خلال الولاية الحالية، ونجح في التمويه على ذلك خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن الأمر يختلف تماما في الحملات الانتخابية.

وقد ظهرت احتمالات الفشل منذ الجولة الأولى وتزايد الانتقادات الموجهة لأداء الرئيس من كافة الأطراف بمن فيهم الديمقراطيون. المشكلة التي يطرحها هذا الأمر هو أن التضحية ببايدن والبحث عن بديل له من داخل الحزب قد تمثل أيضا في السياق الحالي ضربة قاصمة لحظوظ الفوز في الانتخابات الرئاسية. تغيير بايدن سيعني ببساطة تأكيد كل ما كان المرشح الجمهوري دونالد ترامب يقوله منذ بداية الولاية الحالية. لقد كان ترامب ينتقد بايدن باستمرار بل لم يكن يتردد في التعبير عن هذه الانتقادات بأسلوب ساخر وتهكمي. في أحد لقاءاته السابقة وصل الأمر بترامب إلى درجة تقليد بايدن بسبب سهوه ونسيانه وعدم قدرته على التركيز.

يجد الديمقراطيون أنفسهم اليوم بين نارين: نار التشبث بالرئيس الحالي جو بايدن باعتباره المرشح الرئيسي الذي سيحظى بالدعم والتأييد والمناصرة السياسية حتى آخر لحظة. لكن مع احتمال فشله في مقارعة المنافس الجمهوري ومن ثم إسقاط حظوظ الديمقراطيين في الاستمرار بالبيت الأبيض. ونار التخلي عنه في عز الحملة الانتخابية والبحث عن مرشح بديل مع ما يعنيه ذلك من حاجة إلى تعبئة حزبية إضافية والدخول في نقاشات داخلية قد تضعف الحزب وتفاقم أزماته. من الصعب اتخاذ قرار كهذا في الوقت الحالي، ولا سيما أن كل المعطيات المحلية والدولية تسهم في تعقيد هذه المهمة.

إنها إذاً ورطة سياسية حقيقية هذه التي وجد فيها الحزب الديمقراطي نفسه في توقيت سيئ جدا. ولعلها ستلقي بتداعياتها المؤثرة على المنافسة الانتخابية، وتماسك الصف الديمقراطي الذي تعرض في الآونة الأخيرة لهزات داخلية بسبب الدعم الأعمى الذي قدمته إدارة بايدن لإسرائيل في عدوانها على قطاع غزة. ومن الواضح أن جانبا من النقاش الدائر اليوم حول أهلية بايدن يعود للمفارقة إلى احتمالية حرمانه من دعم اللوبي الإسرائيلي بسبب الخلاف مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو حول مستقبل الحرب في قطاع غزة. لكن المشكلة التي تتعين الآن مناقشتها هي شخصية المرشح البديل ومدى توفر الحزب على مرشحين مؤهلين لهذه المهمة الانتخابية الصعبة.

زر الذهاب إلى الأعلى