الدار/ تحليل
بعد الهزيمة المؤلمة أمام المنتخب الإسباني والخروج من نصف نهائي أولمبياد باريس، أصبح من الضروري والملح إعادة النظر في أولوياتنا الرياضية، خاصة فيما يتعلق بكرة القدم. فقد أظهرت هذه الخسارة بوضوح نقاط الضعف التي يعاني منها المنتخب الوطني، وهي نقاط ترتبط بشكل أساسي بجودة وتكوين اللاعب المحلي، وتأسيس اكثر من اكاديمية في المستوى لكرة القدم المغربية لتنضاف إلى ما تنتجه بنجاح اكاديمية محمد السادس.
تعتبر البطولات الوطنية والنوادي المحلية الركائز الأساسية التي تبنى عليها أي حركة رياضية ناجحة. لذلك، ينبغي أن تكون هناك استراتيجية واضحة ومتكاملة لتطوير هذه البطولات والاهتمام باللاعبين المحليين منذ مراحلهم الأولى. هذا يتطلب توفير الموارد اللازمة من تدريب ومرافق وتجهيزات، بالإضافة إلى العمل على تحسين نظم الكشافة والتطوير.
يجب أن يكون هناك تركيز أكبر على تقديم الدعم للأندية المحلية، سواء من حيث التمويل أو من حيث توفير الكوادر الفنية المؤهلة. النوادي المحلية هي المفرخة الحقيقية للمواهب، والاهتمام بجودتها وتطويرها ينعكس بشكل مباشر على مستوى المنتخب الوطني. إن خلق بيئة تنافسية صحية داخل البطولات الوطنية يسهم في رفع مستوى اللاعبين ويعدهم بشكل أفضل للمنافسات الدولية.
من هذا المنطلق، يجب إعادة النظر في السياسات الرياضية الحالية وإجراء التعديلات اللازمة لتحقيق تطور حقيقي ومستدام في مستوى كرة القدم المغربية. الربط بين النجاح المحلي والدولي ليس خيارًا، بل ضرورة لضمان تواجد قوي ومشرف في المحافل الدولية، وتحقيق الأهداف والطموحات التي يسعى إليها الجميع.