مهدي غزار.. الإعلامي المرتزق الذي ستلفظه مزبلة التاريخ
الدار/ تحليل
البوق الجزائري في فرنسا مهدي غزار يستحق جائزة أغبى معلّق في العالم. ألم يدرك الرجل أن تصريحاته في قناة جزائرية على الرغم من أنها غير معروفة لكنها ستنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية؟ ربّما كان مهدي غزار يعتقد ألّا أحد يشاهد هذه القناة التلفزيونية التي تحدث فيها، أو ربّما كان يظن أن الجزائر بلد مغلق فعلاً على غرار كوريا الشمالية وأن كلّ ما سيدلي به من تصريحات لن يسمعه إلا هو ومستجوبه. والأهم من هذا بالنسبة لنا في المغرب أن العقاب يجب ألّا يتوقف عند حدود توقيف قناة إر إم سي الفرنسية لهذا المرتزق الذي يأكل على كل الموائد، ويلعق أحذية العسكر في الجزائر منذ أن سطع نجمه في سماء البلاتوهات الفرنسية.
لقد كانت جريمته الإعلامية التي اقترفها في حق المغرب فرصة مناسبة لفضح ولائه وعمالته للمخابرات الجزائرية، وكي يدرك مدراء ومسؤولو وسائل الإعلام الفرنسية أن هذا الأرعن ليس سوى عنصر من عناصر المخابرات الجزائرية العاملة فوق الأراضي الفرنسية، وأن كل ما يدلي به من تصريحات ووجهات نظر لا يعكس في الحقيقة سوى وجهة نظر نظام الكابرانات، والعسكر الجزائري. فعلى الرغم من أنه يحمل الجنسية الفرنسية إلا أنه حافظ على ولاء أعمى للمؤسسة العسكرية في الجزائر، وأصبح منذ زمن طويل بوقاً صادحاً بسياساتها وتوجهاتها ومواقفها في مختلف المنابر الإعلامية. لكن أن تصل به الوقاحة إلى درجة كيل السباب والشتائم والاتهامات الخطرة إلى دولة وشعب وحكومة فهذه جريمة لا تُغتفر ويجب أن يدفع ثمنها.
لذا؛ من الضروري أن تشرع السلطات المغربية عبر تمثيلياتها الدبلوماسية في الخارج في وضع شكاية لدى المسؤولين في فرنسا حول هذه التصريحات التي تجاوزت حدود الانتقاد والتحليل والرأي. ولا بأس أن يسهم المجتمع المدني المغربي أيضاً في المطالبة بالإنصاف والعدالة، ودفع هذا العميل إلى تقديم الحساب أمام المؤسسات القضائية الفرنسية، التي لا يمكن أن تقبل أبدا أن يدلي ناشط إعلامي يحمل الجنسية الفرنسية بهذه التصريحات العدائية والسامة ضد بلد جار وصديق مثل المغرب. يجب أن تتحول حياته اليومية إلى جلسات أمام القضاء ومحاسبة في وسائل الإعلام والهيئات المهنية المختصة وجمعيات حقوق الإنسان حتّى يتعلّم كيف يحترم الدول والشعوب ويظل محايدا باعتباره إعلاميا مزعوما.
وحتى الاعتذار المسموم الذي قدمه ووجّهه على حد قوله إلى “الشعب المغربي” لا حاجة للمغاربة به أبدا. إنه اعتذار لا يقل شراً وكيدا عن تصريحاته العفنة التي أدلى بها في بلاتوه القناة الجزائرية. ولعل قرار فسخ عقد التعاون مع قناة إر إم سي الإخبارية الفرنسية يمثل أول خطوة في عملية محاصرة هذا النموذج السيئ من العملاء الذين ينشطون في وسائل الإعلام الفرنسية، ويحملون جنسيات مزدوجة في بعض الأحيان، ولا يترددون في اتخاذ مواقف والتعبير عن آراء متطرفة ضد المغرب وقيادته وشعبه، ويتجرؤون أحيانا على إطلاق اتهامات مشحونة بالعنصرية والكراهية والتحريض. يجب أن يتحول مهدي غزار إلى عبرة لكل من تسوّل له نفسه الإساءة إلى المغرب والمغاربة بهذا الأسلوب القذر.
وعندما سيحدث ذلك حينها سيدرك أزلام الكابرانات أن المغرب ليس لقمة سائغة لأحد، وأن زمن التساهل والتسامح لاعتبارات الإنسانية والجوار قد ولّى. كل من ستسول له نفسه ابتداء من اليوم أن يتطاول على هذا الوطن وعلى قادته وشعبه سيلقى المصير ذاته، وسيجد نفسه منبوذا طريدا ملفوظا من أيّ مؤسسة إعلامية يعمل فيها. ليس لأننا نمتلك في المغرب تأثيرا كبيرا على الساحة الفرنسية كما يزعم بعض من هؤلاء الموتورين أنفسهم بل لأننا أصحاب حق، وكل من يتطاول على أصحاب الحق مصيره مزابل التاريخ. بل سيتوسل لأن مزبلة التاريخ ستلفظه.