أخبار دوليةسلايدر

كذبة الكابرانات تفضح التزوير.. أين ذهب 6 ملايين صوت في الانتخابات الرئاسية؟

الدار/ تحليل

التضارب الغبي في الأرقام التي أعلنتها السلطات الجزائرية حول الانتخابات يكشف أن طباخي اقتراع 7 شتنبر يفضحون أنفسهم دون اكتراث إلى الرأي العام الجزائري أو وسائل الإعلام الوطنية أو الدولية. لقد كشفت اللجنة المكلفة بتدبير الانتخابات أن نسبة المشاركة ناهزت 48.03% وهذا يعني 11.5 مليون صوت من مجموع الكتلة الناخبة في الجزائر. إذا أمعنا النظر أكثر في هذه الأرقام فنكتشف إذا أن الرئيس الذي فاز بنسبة تناهز 95 في المائة حصل وحده على أكثر من 5 ملايين صوت، بينما أعلنت السلطات الانتخابية أن منافسيه حصلا معا على نحو 300 ألف صوت. إن طرح مجموع الأصوات التي فاز بها المرشحون الثلاثة من أصل الكتلة المصوتة يفضح تماما عملية التزوير الغبية لأنه يطرح التساؤل حول مصير 6 ملايين صوت المتبقية.

أين ذهب 6 ملايين صوت الذين لم تكشف اللجنة المكلفة بإدارة الانتخابات عن مصيرهم؟ من غير المعقول أن يدخل هذا العدد كله من الأصوات في نطاق الأصوات الملغاة التي لا تستجيب عادة لمعايير الانتخاب القانونية. كما أن اتفاق 6 ملايين ناخب في أيّ بلد في العالم على إلغاء أصواتهم أمر شبه مستحيل ولم يسبق تسجيله في أيّ انتخابات في العالم. التفسير الوحيد الذي يمكن تقديمه لهذه الملايين الست من الأصوات هو أنها لم تذهب أصلا إلى الاقتراع، وأن وجودها قائم فقط في نسبة المشاركة التي ضخمتها السلطات الانتخابية في الجزائر، لتجنب الإحراج الذي سيخلقه فوز الرئيس الحالي بالانتخابات بأقل من 20 في المائة من الأصوات.

هذه هي الحقيقة، لم يستطع تبون الحصول على نسبة محترمة جديرة بالإعلان، ونظرا إلى الإحراج الذي يشعر به هذا النظام بسبب هذه المهزلة فإن التلاعب بالأرقام كان هو الحل الأمثل مرة أخرى لإعطاء انطباع مزيف بعرس ديمقراطي لا وجود له أصلا. لكن التلاعب لم يكن متقنا هذه المرة وسرعان ما انكشفت الكذبة الغبية التي لا يمكن أن يتورط فيها إلا نظام مرتبك ومرتعش على غرار النظام العسكري في الجزائر. ما الذي يمكن أن يدفع نظاما كهذا إلى فبركة أرقام بهذا القدر من الغباء دون الانتباه إلى أن الجميع سيلاحظ الفوارق الهائلة؟ لا أحد يناقش نسبة 95 في المائة لأنها مكشوفة ومعتادة أصلا في الانتخابات الشكلية التي تجريها بعض الأنظمة الشمولية على غرار النظام الجزائري.

والأفدح في هذه الفضيحة الرسمية التي تورطت فيها السلطات الجزائرية هو أنها تحاول تبرير ما لا يمكن تبريره، وتسويغ فشل سياسي صريح وواضح بعد أن فشل النظام فشلا ذريعا في إقناع الكتلة الناخبة الجزائرية في التحرك إلى مكاتب التصويت يوم 7 شتنبر. نسبة المشاركة الهزيلة التي كذبها معظم المتابعين بما في ذلك مساندون معروفون للرئيس الحالي والنظام العسكري من أمثال بن قرينة، تقترن اليوم بسؤال جوهري وملح: ما مصير 6 ملايين صوت التي لم تعلن اللجنة الانتخابية في الجزائر مصيرها؟

هل كان تبون في حاجة إلى هذا الفرق الهائل بينه وبين منافسَيه كي يحقق انتصارا انتخابيا كاسحا؟ لقد كان بإمكان النظام على الأقل تقديم صورة قريبة من الواقعة بدلا من استفزاز الشارع الجزائري والمعارضة المقموعة بهذه الأرقام الفاضحة. التفسير الوحيد الذي يمكن أن يفسر هذه الهفوة المكشوفة هي أن نظام الكابرانات لم يعد يكترث أبدا لأي انتقادات أو ملاحظات سواء من الداخل أو الخارج، وأن فرض مرشح العسكر على الجزائريين أمر لم يعد في حاجة إلى أيّ تبرير أو حجاج في نظر جنرالات المرادية. ومن ثمّ فإن اقتراف مثل هذه الهفوات في إعلان نتائج انتخابات مصيرية أمر عاديّ ولا يدعو لأيّ شعور بالقلق في نظرهم.

زر الذهاب إلى الأعلى