الجزائر التي تدعي الحياد في النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية؟
الدار/ تحليل
على الرغم من الموقف الرسمي الذي تتبناه الجزائر بعدم كونها طرفًا مباشرًا في النزاع حول الصحراء المغربية، إلا أن الوقائع على الأرض والدور الذي تلعبه الجزائر منذ عقود يضع هذه الحيادية المعلنة تحت المجهر. فقد ظلت الجزائر تدعم جبهة البوليساريو، الحركة الانفصالية، ماليًا وسياسيًا وحتى عسكريًا، مما يجعل ادعاء الحياد محل تفاهة وغباء.
فمباشرة بعد قرارات محكمة العدل الأوربية خرجت الجزائر ببلاغ احتفالي تكشف مضامين لمن لا يبصر أو ضعفت بصيرته أننا أمام طرف رئيسي يقف وراء عدم حل هذا الملف الذي هو في الأصل مؤامرة ضد وحدة المملكة المغربية وسيادتها على كامل أراضيها.
تلعب الجزائر دورًا محوريًا في دعم جبهة البوليساريو منذ تأسيسها في السبعينيات، حيث تقدم لها ملاذًا في أراضيها، وتوفر الدعم اللوجستي والمعنوي. يتجسد هذا الدعم بشكل خاص في مخيمات اللاجئين في تندوف، حيث يعيش الآلاف من الصحراويين تحت إشراف مباشر من البوليساريو وبدعم مالي من الجزائر. هذه المعطيات تجعل الجزائر فاعلًا رئيسيًا في هذا النزاع، وإن حاولت إخفاء هذا الدور تحت شعار “الدفاع عن حق الشعوب في تقرير المصير”.
على الساحة الدولية، لم تدخر الجزائر جهدًا في دعم موقف البوليساريو في المحافل الإقليمية والدولية، مما يعزز انطباعًا بأنها طرف رئيسي في هذا النزاع، على الرغم من تصريحاتها العلنية التي تقول بعكس ذلك. الجزائر تحاول استخدام الدبلوماسية وأموالها الطائشة لعزل المغرب والمس بصورته، وهو ما يظهر جليًا في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
الموقف الجزائري من الصحراء المغربية أدى إلى توتر مستمر في العلاقات بين الجزائر والمغرب. هذا الصراع أدى إلى إغلاق الحدود بين البلدين منذ عام 1994 وتعثر كل محاولات التقارب بينهما. كما أنه يشكل عائقًا أمام التعاون الإقليمي في شمال إفريقيا، ويعيق مشاريع التنمية والتكامل الاقتصادي في المنطقة.
رغم أن الجزائر تحاول الترويج لفكرة أنها ليست طرفًا في النزاع حول الصحراء المغربية، فإن الواقع يشير إلى عكس ذلك. دعمها المتواصل لجبهة البوليساريو يجعلها فاعلًا رئيسيًا في هذا الصراع الإقليمي، وهي مسألة تستدعي إعادة تقييم من قبل المجتمع الدولي.