أخبار الدارسلايدر

خبير جزائري في الذكاء الاقتصادي: الجزائر تفتقر إلى الثقل الدولي في قضية الصحراء

الدار/ خاص

في تصريح حديث لخبير جزائري في الذكاء الاقتصادي، تم تسليط الضوء على ضعف موقف الجزائر في قضية الصحراء، مشيرًا إلى أن الجزائر تواجه تحديات كبيرة على الساحة الدولية في هذا الصدد. حيث أكد الخبير أن “المعركة في قضية الصحراء خاسرة بالنسبة للجزائر”، مبررًا ذلك بعدم امتلاكها لأي ثقل سياسي أو اقتصادي يؤهلها للتأثير بشكل فعّال في القرارات الدولية المتعلقة بهذا النزاع المستمر منذ عقود.

تعتبر قضية الصحراء واحدة من أكثر الملفات الحساسة والمعقدة في المنطقة، حيث شهدت صراعًا مستمرًا بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ عقود. وعلى الرغم من الدعم السياسي الذي تقدمه الجزائر لجبهة البوليساريو، إلا أن الخبير يرى أن الجزائر تواجه صعوبات في التأثير على مواقف القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية، التي تنحاز في غالب الأحيان إلى المغرب أو تتبنى مواقف حيادية.

“الجزائر لا تمتلك شبكة من التحالفات الدولية القوية التي تجعلها قادرة على الضغط على المجتمع الدولي لدعم موقفها في قضية الصحراء”، قال الخبير. ولفت إلى أن الجزائر لا تملك كذلك آليات اقتصادية أو نفوذًا سياسيًا يمكنها من التأثير على قرارات الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الكبرى.

على الرغم من أن الجزائر تمتلك موارد طبيعية كبيرة، إلا أن الخبير أشار إلى أن الاقتصاد الجزائري يعاني من مشكلات هيكلية، مثل الاعتماد الكبير على عائدات النفط والغاز، وهو ما يحد من قدرة الجزائر على التفاعل الفعّال مع الأزمات الدولية. كما أن الوضع الاقتصادي الداخلي يعاني من الجمود والبطالة، ما يعيق قدرة الدولة على توجيه استثمارات كبيرة في السياسة الخارجية.

من جهة أخرى، فإن الجزائر تواجه تحديات داخلية متزايدة، حيث تعاني من حركات احتجاجية تطالب بتحقيق إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية. هذه الأزمات الداخلية تجعل من الصعب على الحكومة الجزائرية التركيز على قضايا خارجية طويلة الأمد مثل نزاع الصحراء.

على الرغم من مشاركة الجزائر في العديد من المنتديات الدولية والإقليمية، مثل الاتحاد الإفريقي ومنظمة الوحدة الإفريقية سابقًا، إلا أن تأثيرها في هذه المنظمات لا يتعدى في الغالب التصريحات والمواقف السياسية التي لا تؤثر بشكل ملموس في التوجهات الدولية الكبرى. ففي حين يسعى المغرب إلى تعزيز علاقاته مع الدول الكبرى من خلال اتفاقيات التعاون والشراكات الاستراتيجية، نجد أن الجزائر تظل غالبًا في موقف دفاعي، مما يقلل من قدرتها على تحقيق مكاسب دبلوماسية في ملف الصحراء.

توقع الخبير أن تظل الجزائر في وضع صعب في قضية الصحراء ما لم يحدث تحول جوهري في سياستها الخارجية. وأضاف أن تحسين العلاقات مع الدول الكبرى وتنويع استراتيجيات التعاون الاقتصادي قد يساعد الجزائر في تعزيز موقعها على الساحة الدولية، مما يتيح لها فرصًا أكبر للتأثير على قضايا مثل قضية الصحراء.

وأكد الخبير على أهمية توجيه الأنظار إلى الإصلاحات الداخلية التي من شأنها تعزيز قدرات الجزائر الاقتصادية والسياسية، مما سيمكنها من ممارسة ضغط أكبر على المستوى الدولي في قضاياها المصيرية.

زر الذهاب إلى الأعلى