فاكهة الكاكي وحرب الشائعات: كيف تسببت في جدل واسع بالمغرب؟
الدار/ خاص
في الآونة الأخيرة، تصدرت فاكهة الكاكي عناوين النقاشات في المغرب، بعدما انتشرت شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تزعم تحريمها لأسباب دينية. أثارت هذه المزاعم فضول العديد من المواطنين، وأدت إلى انقسام في الآراء بين من صدق الخبر ومن اعتبره مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة.
بدأت القصة عندما تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي منشورات وصورًا تُظهر فاكهة الكاكي، مصحوبة بتعليقات تدعي أنها “فاكهة محرمة شرعًا”. بعض هذه المنشورات نسبت الأمر إلى فتاوى دينية لم يتم التحقق من صحتها، بينما ذهب آخرون إلى تفسيرات خيالية، تربط التحريم بمعتقدات خاطئة أو قصص قديمة.
لكن المفارقة أن الكاكي، التي تعرف أيضًا باسم “فاكهة الخرمة”، ليست بجديدة على الأسواق المغربية، بل تُعتبر جزءًا من الفواكه الموسمية التي تلقى رواجًا في فصل الخريف. وتتميز بمذاقها الحلو وفوائدها الصحية العديدة، ما أثار استغراب الكثيرين من هذه الادعاءات غير المسبوقة.
تفاعل المغاربة مع الموضوع بشكل واسع، حيث سارع خبراء التغذية وعلماء الدين لتوضيح الموقف. فقد أكد متخصصون أن الكاكي ليست سوى فاكهة طبيعية غنية بالفيتامينات والألياف، وليس هناك ما يبرر إطلاق مثل هذه الشائعات. كما شدد علماء الدين على ضرورة التثبت من صحة المعلومات قبل تداولها، موضحين أن الإسلام لم يحرم أي نوع من الفواكه الطبيعية إلا في حالات خاصة تتعلق بالضرر أو الإسكار، وهو ما لا ينطبق على الكاكي.
على الجانب الآخر، أبدى بعض رواد مواقع التواصل استياءهم من سرعة انتشار الأخبار الزائفة، مشيرين إلى أن هذا الأمر يعكس تحديًا كبيرًا يتعلق بالوعي الرقمي في المغرب.
قضية فاكهة الكاكي أظهرت مرة أخرى أهمية التحري والدقة قبل نشر المعلومات، خاصة في عصر تتسارع فيه وتيرة الشائعات. وبينما يبقى الكاكي مجرد فاكهة لذيذة ومغذية، فإن الجدل حولها يذكرنا بضرورة تعزيز الثقافة النقدية والوعي بالمصادر الموثوقة لتجنب الانسياق وراء أخبار لا أساس لها.