رسائل رمزية ذكية وقوية للمشترك التاريخي بين المغرب والصين في استقبال شي جين بينغ من طرف ولي العهد مولاي الحسن
الدار/ تحليل
عند استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في المغرب، كان لافتًا استخدام اللون الأحمد بشكل لافت سواء على كنب الجلوس، وكذلك ربطة العنق الحمراء التي ارتداها ولي العهد مولاي الحسن.
هذه التفاصيل لم تكن مجرد اختيار عابر، بل كانت رسائل رمزية تحمل دلالات عميقة حول العلاقة بين البلدين.
يبرز اللون الأحمر كعنصر أساسي في الثقافة الصينية وايضاً المغربية، ويعد رسالة منسقة ترمز إلى الكثير من القيم والتوجهات المشتركة بين الصين والمغرب.
لطالما كان اللون الأحمر في الصين رمزًا للحظ الجيد والازدهار، ويرتبط بمختلف الطقوس والمناسبات السعيدة. يعتبر اللون الأحمر رمزًا للتفاؤل والطاقة الإيجابية، إذ يُستخدم بشكل واسع في الاحتفالات الرسمية والمهرجانات الوطنية. وفي الثقافة الصينية، يُنظر إليه أيضًا كدرع يقي من الأرواح الشريرة، مما يعزز من مكانته كرمز للقوة والحماية.
الاختيار الذكي للكنب الأحمر للجلوس خلال زيارة الرئيس الصيني لم يكن مجرد تزيين، بل كان يهدف إلى إبراز العلاقة الدبلوماسية المميزة بين البلدين. هذا اللون يعكس التقدير والاحترام، ويبعث برسالة واضحة عن الترابط العميق بين الصين والمغرب، رغم المسافات البعيدة بينهما. فالعلاقة بين البلدين تجاوزت الحدود الجغرافية لتصبح نموذجًا للتعاون المستقبلي، ويعتبر اللون الأحمر جسرًا ثقافيًا يربط بين الحضارتين.
أما ربطة العنق الحمراء التي ارتداها ولي العهد مولاي الحسن، فكانت تعبيرًا آخر عن نفس الرسالة الرمزية. لم تكن مجرد قطعة من الملابس، بل كانت بمثابة إعلان مرئي عن التضامن والتعاون المشترك. هذه الإشارة تعكس بوضوح رغبة المغرب في تعزيز علاقاته مع الصين، وتفتح الباب أمام المزيد من التعاون في مجالات عدة. وتؤكد للعالم عراقة طقوس المملكة المغربية الشريفة العظمى التي تمتد لقرون.
اختيار اللون الأحمر في هذه المناسبة لم يكن مجرد مصادفة، بل كان خطوة مدروسة بعناية لإرسال رسالة قوية عن الوحدة والاحترام المتبادل بين الصين والمغرب. هذه الرمزية تعكس رغبة البلدين في بناء شراكة استراتيجية قائمة على التعاون الثقافي والاقتصادي، وتؤكد على أن هناك دائمًا قواسم مشتركة، حتى في أبسط التفاصيل.