أرنود بينديتي يكتب: نداء عاجل.. الحرية لبوعلام صنصال
بقلم: أرنود بينديتي*
منذ اعتقال صديقنا ومساهمنا بوعلام صنصال في الجزائر، أصبح كل جهدنا موجهًا نحو التحرك السريع لضمان إطلاق سراحه. نحن الآن في حالة طوارئ مطلقة.
طوارئ مطلقة من أجل رجل يجمع بين الموهبة والتواضع، بين التواضع والإنسانية، وبين الإنسانية والكرامة. طوارئ مطلقة للدفاع عن شيء لا غنى عنه يجعل الحياة قابلة للعيش: الحرية. طوارئ مطلقة لخدمة تعبئة ستظل قائمة حتى النهاية.
مجلتنا جعلت هذا النضال قضيتها، وستكون في طليعة الجهود إلى أن يتم إطلاق سراح بوعلام. كما كتب كمال بن شيخ، الصديق الآخر لصنصال، قبل 24 ساعة: “لن نتراجع ولو شبرًا أمام أعداء حرية التفكير والتعبير في كل القضايا. لا شيء!”
تم وضع بوعلام صنصال تحت الحبس الاحتياطي بقرار من القضاء الجزائري. بطبيعة الحال، التهم الموجهة إليه لا تستحق حتى التعليق، فهي مبالغ فيها ومهينة في الوقت نفسه. لكن عواقب هذه التهم خطيرة للغاية، حيث تهدف فقط إلى إسكات كاتب يتمتع بحق غير قابل للتصرف في النقد.
على مدار الأيام الماضية، قامت مجلة السياسة والبرلمان بالتعبئة: تأسيس لجنة دعم تهدف إلى ضمان الإفراج الفوري عن بوعلام صنصال. وقد لقيت دعوتنا استجابة واسعة النطاق، حيث أيدها رئيسان سابقان للجمهورية، وخمسة رؤساء وزراء سابقين، وعدد كبير من الوزراء السابقين، وأكثر من ستين نائبًا، إلى جانب رئيسة الجمعية الوطنية ورئيس مجلس الشيوخ. نشكرهم جميعًا على دعمهم الذي يظهر أن هناك لحظات تتطلب الوحدة عندما تكون القيم الأساسية مهددة.
كما انضمت العديد من الشخصيات الفكرية والثقافية والإعلامية تلقائيًا إلى هذه المبادرة. وبلغ عدد أعضاء اللجنة أكثر من 300 عضو، مع دعم دولي إضافي على وشك تعزيز هذه الحركة.
التعبئة ليست غاية بحد ذاتها، بل هي وسيلة. إنها مركبة، وليست الوجهة النهائية. الهدف واضح: تحرير كاتب يجب أن يكون مكانه الطبيعي هو الكتابة والتعبير في فضاء عام تعددي، حيث يكون الاختلاف في الرأي وقود مجتمع مفتوح ومتسامح. فلا يمكن تحقيق الإجماع المدني دون تقبل مسبق لاختلافاتنا.
*رئيس تحرير مجلة السياسة والبرلمان
أستاذ مشارك في جامعة السوربون