الدكتور ستان وولي الحائز على جائزة نوبل للآداب: نموذج المغرب في العدالة الانتقالية يُعدّ مرجعًا عالميًا
الدار/ خاص
في سياق الندوة الدولية حول التجربة المغربية في مجال العدالة الانتقالية، ألقى الكاتب النيجيري والحائز على جائزة نوبل للآداب، الدكتور ستان وولي، كلمة محورية ركز فيها على أهمية التصالح مع الماضي كخطوة ضرورية لإرساء أسس مجتمع أكثر عدالة وسلامًا.
وصف وولي التصالح مع الماضي بأنه ليس مجرد إجراء سياسي أو قانوني، بل هو فعل ثقافي وإنساني عميق يهدف إلى إعادة بناء المجتمعات التي عانت من مآسي الانتهاكات والتهميش. وأشار إلى أن العدالة الانتقالية تُمثل أداة لإعادة الثقة بين الدولة والمواطن، موضحًا أن معالجة الماضي تتطلب الاعتراف الجماعي بالانتهاكات التي وقعت، جنبًا إلى جنب مع آليات تعويض فعالة تعيد الكرامة للضحايا وتحفظ حقوقهم.
وفي معرض حديثه عن التجربة المغربية، أثنى وولي على الجهود المبذولة لتوثيق الذاكرة الجماعية من خلال هيئة الإنصاف والمصالحة، مشيرًا إلى أن هذا النموذج يُعدّ مرجعًا عالميًا لآليات معالجة الإرث الثقيل للانتهاكات. وأوضح أن الاعتراف بالماضي لا يعني التوقف عنده، بل الاستفادة منه كأداة لبناء مجتمع متماسك ومتضامن.
وأكد الدكتور وولي أن التصالح مع الماضي يجب أن يُرافقه عمل جماعي لإرساء قيم العدالة والمساواة، مع تعزيز التعاون الدولي لتبادل الخبرات في هذا المجال. وأضاف: “إن العدالة الانتقالية ليست مجرد حل للصراعات، بل هي استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، حيث تُساهم في بناء مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات بثقة واستقرار.”
وختم كلمته برسالة إلى الحكومات والمجتمعات العالمية، مفادها أن الذاكرة الجماعية تُعدّ الركيزة الأساسية لتحقيق المصالحة، وأن تجاوز الماضي ليس نسيانًا له، بل استخدامه كقاعدة انطلاق نحو مستقبل أكثر استدامة وعدلًا.