النظام الجزائري يلعب آخر أوراق انهياره
الدار/ افتتاحية
منذ سنوات، يعيش النظام الجزائري في حالة من التوتر والقلق، فبالرغم من المحاولات المتكررة لتجميل صورة الدولة وتثبيت دعائم النظام، يبدو أن الوضع يزداد تعقيدًا. في الآونة الأخيرة، أصبح من الواضح أن الجزائر تقف على حافة تغيير سياسي كبير، ربما يعكس مرحلة جديدة من الانهيار الذي يعيشه النظام الحاكم.
الأزمات التي تواجه الجزائر متعددة، فبعد سنوات من الاعتماد الكبير على النفط والغاز كمصادر رئيسية للإيرادات، تدهورت الأوضاع الاقتصادية بشكل واضح. الانخفاض المستمر في أسعار النفط من جهة، والمشاكل الداخلية مثل الفساد وتراجع الثقة في المؤسسات الحكومية من جهة أخرى، أدت إلى تفاقم الأزمة. النظام الجزائري أصبح عاجزًا عن تلبية احتياجات الشعب المتزايدة…
لكن يبدو أن النظام لا يريد الاعتراف بضعفه أو انهياره المحتمل، ولذلك يواصل اللعب على أوراقه الأخيرة. واحدة من هذه الأوراق هي الاستمرار في قمع الحركات الاحتجاجية، خصوصًا تلك التي تطالب بإصلاحات حقيقية. كما يراهن النظام على تحركات سياسية في الداخل والخارج، لكن بلا فائدة…
إضافة إلى ذلك، يحاول النظام الجزائري الحفاظ على صورة “الاستقرار” أمام العالم، رغم أن الواقع يشير إلى العكس. ففي الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، يواصل المسؤولون في الجزائر توجيه انتقادات حادة للمعارضة الداخلية، بينما يحاولون تمرير “إصلاحات” شكلية لا تلامس جوهر المشاكل.
إلى جانب ذلك، لا يمكن إغفال العلاقة المعقدة بين الجزائر وجيرانها، خاصة مع المغرب. تصاعد التوترات في السنوات الأخيرة يعكس جزءًا من السياسة الخارجية التي يتبعها النظام الجزائري، والتي قد تكون محاولة لتشتيت الانتباه عن المشاكل الداخلية.
إلى متى سيستمر النظام الجزائري في اللعب بهذه الأوراق؟ وهل سيكون بإمكانه مواجهة التحديات التي يواجهها قبل أن يصل إلى النقطة التي لا يمكن الرجوع منها؟ إن الأحداث المقبلة ستكشف لنا إذا ما كان النظام الجزائري قادرًا على البقاء، أم أن لحظة التغيير الكبرى قد اقتربت.
يبدو أن الجزائر تعيش مرحلة فارقة في تاريخها، وعلى النظام الحاكم أن يدرك أن الاستمرار في سياسة الإنكار والتجاهل قد يؤدي إلى عواقب غير محمودة.