الدار/ تحليل
حرم النجم المغربي أشرف حكيمي من التتويج بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2024، مساء اليوم الاثنين، رغم الأداء المبهر الذي قدمه مع فريقه باريس سان جيرمان ومنتخب المغرب خلال العام. هذا القرار أثار تساؤلات عديدة حول معايير التصويت وآليات اختيار الفائزين في هذه الجوائز، خصوصًا في ظل علامات الدهشة التي ارتسمت على وجوه الحاضرين في القاعة لحظة إعلان الفائز.
قدّم أشرف حكيمي موسمًا يُعد من الأفضل في مسيرته الكروية. على صعيد الأندية، ساهم بشكل كبير في نجاحات باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي ودوري أبطال أوروبا، كما أثبت نفسه كأحد أفضل المدافعين في العالم بفضل أدائه الدفاعي والهجومي المميز. أما على الصعيد الدولي، فكان حكيمي عنصرًا أساسيًا في المنتخب المغربي الذي حقق إنجازًا تاريخيًا بوصوله إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، وهو إنجاز غير مسبوق للمنتخبات العربية والأفريقية، وايضًا بإنجاز تاريخي كقائد للمنتخب الاولمبي المغربي في أولمبياد باريس 2024 بتتويجه بالميدالية البرونزية.
رغم هذه الإنجازات، تفاجأ الجميع بمنح الجائزة إلى لاعب آخر. السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يتم التصويت على هذه الجائزة؟ وهل يتمتع النظام بالشفافية والمصداقية الكافية؟
عادةً ما تعتمد الجوائز الكروية على تصويت الصحفيين، المدربين، وقادة المنتخبات، ولكن هناك دائمًا مجال للانتقادات حول مدى نزاهة هذه الآليات. قد يتأثر التصويت بالعلاقات الشخصية أو المصالح الاقتصادية والسياسية، مما يثير الشكوك حول عدالة النتائج.
منصات التواصل الاجتماعي اشتعلت بالتعليقات الغاضبة فور الإعلان عن النتائج. عبّر عشاق كرة القدم عن دهشتهم واستيائهم مما اعتبروه “ظلماً” بحق حكيمي، بينما طالب بعض المحللين بإجراء مراجعة شاملة لنظام اختيار الفائزين في هذه الجوائز. وأشار آخرون إلى أن هذه الحادثة تُعيد للأذهان ما حدث مع اللاعب البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي تعرض لظروف مشابهة أثارت ضجة واسعة.
من المهم أن تكون الجوائز الفردية في عالم كرة القدم انعكاسًا حقيقيًا لأداء اللاعبين على أرض الملعب، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى. إذا استمرت حالات الغموض والجدل المحيط بعملية التصويت، فقد تفقد هذه الجوائز قيمتها ومصداقيتها في نظر الجماهير.
وتبقى إنجازات أشرف حكيمي واضحة وراسخة في ذاكرة عشاق كرة القدم، سواء نال الجوائز أو لا. لكنه، كما يرى كثيرون، يستحق تقديرًا أكبر يتناسب مع ما قدمه من أداء استثنائي على جميع الأصعدة.