المحطة السياحية “موكادور” بالصويرة.. مشروع سياحي ضخم باستثمار 230 مليار سنتيم وخلق 20 ألف فرصة عمل
الدار/ تحليل
جرى امس الخميس في حضور رئيس الحكومة عزيز أخنوش توقيع اتفاقية لتطوير مشروع المحطة السياحية “موكادور” في مدينة الصويرة، باستثمار ضخم يصل إلى 230 مليار سنتيم. يُتوقع أن يشكل هذا المشروع نقلة نوعية في البنية التحتية السياحية للمدينة، ويعزز مكانتها كوجهة سياحية متميزة على الساحة الدولية.
يشمل المشروع العديد من المكونات المترابطة التي تهدف إلى توفير تجربة سياحية متكاملة، حيث سيتم توسيع فندق “سوفيتيل موكادور” الشهير ليضم مزيدًا من الغرف والمرافق المتطورة التي تستجيب للطلب المتزايد على الإقامة الفاخرة في المدينة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم بناء ثلاثة فنادق جديدة على طول الساحل، ما سيساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للمدينة لاستقبال السياح من مختلف الجنسيات.
وليس هذا فحسب، بل سيشمل المشروع أيضًا إنشاء نادي متوسطي ونادٍ بحري، حيث ستكون هذه المنشآت الرياضية والترفيهية وجهات جذب رئيسية للزوار الباحثين عن الأنشطة البحرية والترفيهية المتنوعة. ومن ضمن المكونات الأساسية للمشروع، سيتم بناء قرية ترفيهية تضم مجموعة من المرافق الترفيهية والمطاعم والأسواق، والتي ستحول الصويرة إلى وجهة سياحية عائلية ومتنوعة.
يتوقع أن يُسهم المشروع في خلق حوالي 20,000 فرصة عمل جديدة، ما سيكون له تأثير كبير على سوق العمل المحلي في المدينة والمنطقة. وستشمل هذه الوظائف مجالات متعددة، منها السياحة، والفندقة، والخدمات المساندة مثل النقل والمطاعم، فضلاً عن الأنشطة الترفيهية والتجارية التي ستنتعش بفضل هذا المشروع. كما سيوفر المشروع فرصًا غير مباشرة في مجالات مثل الحرف اليدوية والتجارة المحلية، مما يسهم في تحفيز الاقتصاد بشكل عام.
ويعكس هذا المشروع التزام المملكة المغربية بتعزيز قطاع السياحة كأحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني. فقد أصبح قطاع السياحة يشكل جزءًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي، ويُعتبر محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي في العديد من المناطق. ومن المتوقع أن تساهم هذه المشاريع الضخمة في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، إضافة إلى تعزيز الدخل المحلي عبر زيادة عدد الزوار وتوسيع العرض السياحي.
من جانب آخر، يبقى الحفاظ على التراث الثقافي والبيئي لمدينة الصويرة من أولويات المشروع. ففي الوقت الذي يتم فيه تطوير المنشآت السياحية الحديثة، يتم العمل أيضًا على حماية الهوية الثقافية للمدينة التي تعد جزءًا من التراث العالمي لليونسكو. وسيتم تطبيق معايير بيئية صارمة لضمان الاستدامة البيئية للمشروع، مما يعكس التوازن بين النمو العمراني والحفاظ على الطبيعة والموروث الثقافي.
مع هذه التحولات الكبيرة التي تشهدها المدينة، أصبحت الصويرة في طليعة المدن المغربية التي تواكب التطور السياحي العالمي، مع الحفاظ على جوهرها التاريخي الذي يجعلها فريدة من نوعها. من المتوقع أن يساهم مشروع “موكادور” في وضع الصويرة على خارطة السياحة العالمية بشكل أوسع، ويُتوقع أن يكون له تأثير إيجابي طويل الأمد على اقتصاد المنطقة.