المغرب يعزز قدراته العسكرية بمفاوضات للحصول على أحدث الدرونات الصينية
الدار/ خاص
أفادت تقارير بأن المغرب يجري مفاوضات متقدمة مع الصين للحصول على طراز متطور من الطائرات بدون طيار المعروفة باسم “Wing Loong X”. هذه الدرونات، التي تُعد من بين الأكثر تطورًا عالميًا، تتميز بقدرتها على أداء مهام متعددة تشمل الاستطلاع والمراقبة الدقيقة والضربات العسكرية عالية الدقة.
“Wing Loong X” هي نسخة محسنة ضمن سلسلة “Wing Loong” التي طورتها شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC). يتميز هذا الطراز بمدى طويل يصل إلى أكثر من 7,000 كيلومتر، وحمولة كبيرة تمكنه من حمل صواريخ موجهة وقنابل دقيقة التوجيه. كما زُوّد الطراز الجديد بأنظمة ذكاء اصطناعي تعزز من قدرته على التحليل الآني للمعلومات الميدانية، ما يجعله أداة حاسمة في العمليات العسكرية الحديثة.
شهدت السنوات الأخيرة تحولاً نوعيًا في استراتيجيات المغرب العسكرية، حيث أصبح التركيز على التكنولوجيا الدفاعية المتقدمة أولوية قصوى. فإلى جانب الدرونات التركية “بيرقدار TB2”، التي استخدمها المغرب بفعالية في تأمين حدوده الجنوبية، تأتي هذه الصفقة المحتملة مع الصين لتعكس تنويع المغرب لمصادر تسليحه.
ويُعتبر هذا التحول جزءًا من رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز القوة العسكرية الوطنية وتحقيق استقلالية أكبر في إدارة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود، ومراقبة التحركات غير القانونية.
تعكس هذه المفاوضات العلاقات المتنامية بين المغرب والصين في مجالات متعددة، بما في ذلك الاقتصاد والتكنولوجيا العسكرية. ومنذ انضمام المغرب إلى مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، شهد التعاون بين البلدين زخمًا متزايدًا في مشاريع البنية التحتية والاستثمار، ما يفتح المجال أمام توسيع الشراكات لتشمل الجانب الدفاعي.
إذا ما تكللت هذه المفاوضات بالنجاح، فإن امتلاك المغرب لطائرات “Wing Loong X” سيضعه في موقع متقدم ضمن قائمة الدول الإفريقية التي تعتمد على تكنولوجيا الدرونات المتطورة. كما أن هذه الخطوة تحمل رسائل سياسية وعسكرية مهمة، تعكس استعداد المغرب لتعزيز توازنه الإقليمي في مواجهة التحديات الجيوسياسية الراهنة.
يمثل التوجه نحو تعزيز الترسانة العسكرية المغربية باستثمارات في تقنيات حديثة مثل الدرونات الصينية خطوة نحو تأكيد مكانة المغرب كقوة إقليمية صاعدة. وفي ظل تنامي التحديات الأمنية والتطورات الجيوسياسية في المنطقة، يبقى التعاون الدولي، مثل هذا الذي يجري مع الصين، عنصرًا رئيسيًا في ضمان الأمن والاستقرار على المدى الطويل.