حادثة الجنود الجزائريين والسياح المغاربة.. اختلاف جوهري بين التعامل المغربي والجزائري
الدار/ تحليل
هما حادثتين تعكسان بشكل واضح الفارق الكبير في التعامل مع الحوادث العابرة للحدود بين المغرب والجزائر، حيث أظهرت الواقعتان تباينًا صارخًا في السياسات والرؤى، مما يطرح تساؤلات حول قيم الإنسانية والضوابط المؤسسية في كلا البلدين.
وفقًا لمصادر، توغل خمسة جنود جزائريين (دفعتهم الحاجة إلى البحث عن فطر الترفاس)، عن طريق الخطأ، إلى عمق 10 كيلومترات داخل الأراضي المغربية بمنطقة “محاميد الغزلان”. ورغم الحادثة، تعاملت القوات المسلحة الملكية المغربية مع الوضع بحرفية واحترام، حيث تم التعرف على الجنود بسرعة وإطلاق سراحهم دون أي أذى، مع إعطائهم ما وصفته المصادر بـ”درس في احترام الحدود”. هذه الحادثة عكست صورة إيجابية عن طريقة المغرب في التعامل مع مثل هذه المواقف الحساسة.
على الجانب الآخر، نتذكر حادث تعرض سياح المغاربة، كانوا يمارسون رياضة الجيت سكي في المياه الحدودية، لتعامل مأساوي من طرف خفر السواحل الجزائري. بدلًا من اتخاذ إجراءات إنسانية لاحتواء الوضع، أطلقت القوات الجزائرية النار عليهم، مما أدى إلى مقتل شابين مغربيين وإصابة آخر بجروح خطيرة، في تصرف أثار غضبًا شعبيًا وإدانة واسعة النطاق.
توضح الحادثتان الفارق الجوهري بين البلدين في كيفية التعامل مع الحوادث العابرة للحدود. ففي الوقت الذي تعامل فيه المغرب بإنسانية واحترام مع الجنود الجزائريين، اختارت السلطات الجزائرية العنف كحل أول وأخير ضد مدنيين عزل.
يتردد كثيرًا الحديث عن أن الشعبين المغربي والجزائري هما “شعب واحد”. لكن هذه الحوادث المتكررة تثبت أن القرارات السياسية والرؤى المؤسسية يمكن أن تعكس واقعًا مغايرًا، حيث يُظهر المغرب التزامًا بالقيم الإنسانية، في حين يغلب على السياسة الجزائرية طابع التوتر والتصعيد.