المغرب والسعودية.. ريادة عربية حصرية في عالم القطارات فائقة السرعة
الدار/ خاص
دخلت كل من المغرب والسعودية نادي الدول التي تمتلك قطارات فائقة السرعة، في خطوة تعكس الطموح العربي لمواكبة التطور التكنولوجي وتعزيز البنية التحتية. على الرغم من أن هذه التكنولوجيا متقدمة بشكل خاص في آسيا وأوروبا، إلا أن هذين البلدين العربيين نجحا في تقديم نموذج رائد للنقل الحديث الذي يجمع بين السرعة والكفاءة والتنمية المستدامة.
في المغرب، يُعد قطار “البراق” رمزًا للتقدم والحداثة، وهو أول قطار فائق السرعة في إفريقيا والعالم العربي. يربط القطار بين مدينتي طنجة والدار البيضاء مرورًا بالرباط بسرعة تصل إلى 360 كيلومترًا في الساعة، مما قلص زمن الرحلة بين المدينتين من خمس ساعات إلى ساعتين فقط. المشروع الذي تم تنفيذه بالتعاون مع فرنسا يمثل نقلة نوعية في شبكة النقل المغربية، حيث يساهم في تحسين التنقل الداخلي ودفع عجلة الاقتصاد الوطني.
أما في السعودية، فيأتي “قطار الحرمين السريع” كجزء من رؤية المملكة 2030 لتطوير البنية التحتية وتسهيل التنقل بين المدن المقدسة. يربط القطار بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورًا بجدة ومدينة الملك عبد الله الاقتصادية، بسرعة تصل إلى 300 كيلومتر في الساعة. وقد نجح هذا المشروع في تقليص زمن الرحلة بين مكة والمدينة إلى حوالي ساعتين، مما يسهم في خدمة ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار سنويًا، مع توفير وسيلة نقل آمنة ومريحة.
يمثل كل من “البراق” و”قطار الحرمين السريع” إنجازين كبيرين يعكسان الرؤية المستقبلية للمغرب والسعودية، حيث يجسدان قدرة الدول العربية على الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة لتحقيق التنمية المستدامة. هذه المشاريع ليست مجرد وسائل نقل حديثة، بل هي شواهد على طموح عربي يهدف إلى تعزيز الحضور على الساحة العالمية في مجالات الابتكار والتطوير.