تدريب تلاميذ ضباط الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس.. تعزيز القدرة على التحمل وروح الفريق في بيئة صعبة

الدار/ خاص

تحت شعار التحمل والمرونة، وضمن برامج الإعداد المكثفة التي تهدف إلى تأهيلهم لمواجهة أصعب الظروف والبيئات القاسية، خضع تلاميذ ضباط السنة الرابعة بالأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس لتدريبات ميدانية صارمة خلال شهر أكتوبر 2024. وقد شملت هذه التدريبات دورة متخصصة في الوسط المائي، أجريت في منطقة القصر الصغير، الواقعة بين البحر والجبال شمال المملكة.

تركز هذه الدورة التدريبية على تعزيز قدرات التحمل الجسدي والنفسي للمتدربين، إذ تُعتبر جزءًا أساسيًا من برنامج التكوين العسكري بالأكاديمية الملكية. وتأتي التدريبات في القصر الصغير كاختبار عملي للمهارات التي اكتسبها التلاميذ خلال مسيرتهم التكوينية. فقد خاض المشاركون سلسلة من الأنشطة التي جمعت بين اللياقة البدنية، التحكم في النفس، والعمل الجماعي، مما يساعدهم على التعامل بفعالية مع التحديات التي قد يواجهونها خلال مهامهم المستقبلية.

يُعد التدريب في الوسط المائي من بين أصعب التدريبات التي يتلقاها الضباط الشباب، حيث يتطلب مواجهة ظروف طبيعية متغيرة تتراوح بين التيارات المائية القوية، البرودة الشديدة، والتوازن في بيئات غير مستقرة. وخلال هذه الدورة، خضع التلاميذ لتدريبات على السباحة العسكرية، الإنقاذ، والتنسيق الجماعي أثناء العمل في الماء. الهدف الرئيسي كان تعزيز روح الفريق، وزيادة القدرة على اتخاذ القرارات السريعة والفعالة في أوقات الأزمات.

من بين الركائز التي ركزت عليها هذه الدورة التدريبية، كان تطوير روح العمل الجماعي بين التلاميذ الضباط. فالعمل في بيئات قاسية يتطلب انسجامًا كاملاً بين أعضاء الفريق، والقدرة على التواصل الفعال، إلى جانب تحمل الضغط لتحقيق الأهداف المشتركة.

إن مثل هذه التدريبات ليست مجرد اختبار للقدرات البدنية، بل هي أيضًا وسيلة لصقل مهارات القيادة واتخاذ القرار. فهي تُعد التلاميذ الضباط ليكونوا قادة قادرين على مواجهة التحديات الميدانية بحنكة وثقة.

تُعتبر الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس إحدى أعرق المؤسسات التكوينية في المغرب، حيث تضع على عاتقها مهمة إعداد نخبة من الضباط القادرين على خدمة الوطن في مختلف الظروف. وتأتي هذه التدريبات كجزء من استراتيجيتها المتكاملة لتعزيز مهارات الضباط في المجالات البدنية، التقنية، والقيادية.

بهذا النوع من التدريبات المكثفة، تؤكد الأكاديمية الملكية العسكرية التزامها الراسخ بتكوين ضباط ذوي كفاءة عالية، يحملون في قلوبهم روح المسؤولية، وفي عقولهم عزيمة لا تلين لمواجهة تحديات المستقبل.

هذا التدريب في القصر الصغير ليس إلا خطوة أخرى نحو إعداد جيل جديد من القادة العسكريين، القادرين على خدمة الوطن بكفاءة عالية، وحماية أمنه واستقراره في مختلف الظروف.