مشروع الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال.. نموذج للتعاون الإقليمي
الدار/ تقارير
أعلنت وزارتا الطاقة في موريتانيا والسنغال في بيان مشترك عن الانطلاقة الرسمية لاستخراج الغاز من مشروع “تورتو آحميم الكبير”، الذي يمثل علامة فارقة في التعاون الاقتصادي الإقليمي بين البلدين. المشروع، الذي يطوره تحالف عالمي يضم شركتي BP البريطانية وKosmos Energy الأمريكية، يُتوقع أن ينتج حوالي عشرة ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، مما يعزز مكانة البلدين كفاعلَيْن رئيسيَيْن في سوق الطاقة العالمي.
يقع مشروع “تورتو آحميم الكبير” في عمق الحدود البحرية بين موريتانيا والسنغال في المحيط الأطلسي، ويُعتبر من بين أكبر اكتشافات الغاز في أعماق المياه في إفريقيا. يُتوقع أن يسهم المشروع في تعزيز الاكتفاء الذاتي من الطاقة وتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق الدولية، مع خلق فرص عمل وتعزيز البنى التحتية المحلية.
في تصريح لوزير الطاقة والنفط الموريتاني محمد ولد خالد، أكد أن المشروع يبرز قدرة البلدين على تحقيق أهداف طموحة في مجال الطاقة، مشيدًا بالتنسيق الوثيق بين موريتانيا والسنغال لتحقيق هذا الإنجاز. من جهته، وصف وزير الطاقة والبترول والمعادن السنغالي بيراما سولي بدء استغلال الغاز بأنه “لحظة تاريخية”، مشيرًا إلى أن المشروع يعكس رؤية مشتركة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وجعل الطاقة ركيزة للنمو الإقليمي.
يمثل هذا المشروع خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الإقليمي بين البلدين، حيث يبرز مفهوم حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية لتحقيق التنمية المشتركة. كما يعكس المشروع تحولًا كبيرًا في ديناميكية الطاقة في المنطقة، مع تعزيز التكامل الاقتصادي والحد من الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة.
رغم النجاح الذي حققه المشروع حتى الآن، يواجه البلدان تحديات تتعلق بإدارة الموارد، تطوير البنية التحتية، وضمان التوزيع العادل للعائدات. ومع ذلك، يُعتبر المشروع فرصة لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد المحلي لكل من موريتانيا والسنغال، مع إمكانية أن يصبح نموذجًا يُحتذى به في الشراكات الإقليمية في إفريقيا.
بهذا الإنجاز، تسير موريتانيا والسنغال بخطى واثقة نحو تحقيق رؤى طموحة في مجال الطاقة والتنمية المستدامة، مما يعزز من مكانتهما على الخارطة الاقتصادية الإقليمية.