أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

المغرب والإكوادور نحو شراكة استراتيجية شاملة

المغرب والإكوادور نحو شراكة استراتيجية شاملة

الدار/ مريم حفياني

استقبل اليوم الجمعة في الرباط وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، وزيرة خارجية الإكوادور، غابرييلا سومرفيلد، في لقاء رسمي توّج بتوقيع سلسلة من مذكرات التفاهم في المجالات السياسية والدبلوماسية، وأطلق دينامية جديدة في العلاقات الثنائية بين الرباط وكيتو.

هذا اللقاء الذي جرى يوم الجمعة بالرباط، لم يقتصر على البعد الرمزي والدبلوماسي، بل حمل في طياته مؤشرات قوية على تحوّل استراتيجي في سياسة الإكوادور الخارجية تجاه المملكة المغربية، خاصة بعد قرار كيطو قبل أشهر بسحب اعترافها بالكيان الانفصالي، وإعلان دعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل واقعي وعملي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ومن أبرز النتائج الملموسة لهذا اللقاء، التقدم في تنفيذ خارطة طريق تهدف إلى تسهيل تنقل المواطنين الإكوادوريين إلى المغرب، حيث تقرر ابتداءً من شهر غشت المقبل، السماح لحاملي تأشيرات معينة صادرة عن دول ثالثة (مثل الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي) بدخول التراب المغربي دون الحاجة إلى تأشيرة وطنية. كما ستُطلق منصة إلكترونية لملء استمارات الدخول مسبقاً، بهدف تسريع الإجراءات وتيسير عملية العبور في الموانئ والمطارات.

هذا التوجه يُترجم إرادة سياسية قوية لدى الطرفين لتوسيع آفاق التعاون، وجعل العلاقة الثنائية نموذجاً للتكامل والتقارب بين العالم العربي وأمريكا اللاتينية. ويُنتظر أن يشمل التعاون أيضاً مجالات التعليم والتكوين الدبلوماسي وتبادل الخبرات، إلى جانب تنسيق المواقف داخل المحافل الدولية.

وتأتي هذه الخطوات في سياق توجه المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، نحو تنويع شراكاته الاستراتيجية وتوسيع نفوذه الدبلوماسي خارج الدوائر التقليدية، مع التركيز على الشراكات ذات المردودية المتبادلة والمرتكزة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

من جانبها، عبّرت وزيرة خارجية الإكوادور عن تطلع بلادها إلى بناء علاقة قوية وطويلة الأمد مع المغرب، معتبرة أن البلدين يتقاسمان رؤى مشتركة حول قضايا التنمية والسلم والتعاون الدولي، في عالم يشهد تحولات جيوسياسية عميقة.

زر الذهاب إلى الأعلى