مطار جديد بالدار البيضاء.. نقلة نوعية في قطاع الطيران بالمغرب
الدار/ تقارير
تشهد المملكة المغربية مرحلة جديدة من التطور في مجال البنية التحتية للنقل الجوي مع الإعلان عن مشروع إنشاء مطار جديد في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء. هذا المشروع الطموح، الذي سيُقام على مساحة تُقدَّر بـ700 هكتار بتكلفة تصل إلى 40 مليار درهم، يُعد واحدًا من أكبر المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز موقع المغرب كمركز إقليمي ودولي للنقل الجوي.
من المقرر أن يتم الانتهاء من هذا المطار بحلول عام 2029، ليصبح مركزًا رئيسيًا لأسطول الخطوط الملكية المغربية، الذي سيشهد زيادة غير مسبوقة في عدد طائراته من 50 طائرة حاليًا إلى 250 طائرة بحلول عام 2033. ومع اكتمال المشروع، يُتوقع أن تسجل القدرة الاستيعابية للنقل الجوي في المغرب قفزة نوعية لتصل إلى 80 مليون مسافر سنويًا بحلول عام 2035، مما يعكس الطموحات الكبيرة التي تسعى المملكة لتحقيقها على المستوى الدولي.
ويأتي هذا المشروع في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تطوير قطاع الطيران المدني ودعم الاقتصاد الوطني. من خلال هذا المطار، سيتم تعزيز الربط الجوي بين المغرب والعالم، وجعل الدار البيضاء محطة عبور رئيسية بين إفريقيا، أوروبا، وأمريكا. كما سيُسهم المطار في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين عبر اعتماد تقنيات متطورة وأنظمة تشغيل عالية الكفاءة.
إضافة إلى دوره في تطوير قطاع النقل الجوي، يُرتقب أن يُحدث المشروع تأثيرًا اقتصاديًا واجتماعيًا كبيرًا. فمن المتوقع أن يخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، سواء خلال مراحل البناء أو التشغيل، فضلًا عن دوره المحوري في دعم القطاع السياحي والاستثماري، الذي يُعد من ركائز الاقتصاد الوطني.
ويُولي المشروع اهتمامًا خاصًا بالاستدامة البيئية، حيث سيتم تصميم المطار ليكون صديقًا للبيئة عبر استخدام تقنيات متطورة لتقليل الانبعاثات الكربونية وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية.
إن إنشاء هذا المطار يعكس رؤية المغرب الطموحة نحو المستقبل، حيث يُعد خطوة أساسية في ترسيخ مكانته كمركز محوري للنقل الجوي في القارة الإفريقية وعلى الصعيد العالمي. وبحلول عام 2029، من المتوقع أن يتحول هذا الحلم إلى واقع ملموس، ليشكل إضافة نوعية تعزز من قدرات المملكة الاقتصادية والاستراتيجية، وتدفع بها إلى آفاق جديدة من التميز والريادة.