الجيش المغربي: تحديث استراتيجي، صفقات تسليح طموحة، وترتيب عالمي متقدم
الدار/ تقارير
يشهد الجيش المغربي تحولات تعكس طموح المملكة لتعزيز قدراتها الدفاعية وتثبيت مكانتها الإقليمية والدولية. تأتي هذه الجهود في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحديث القوات المسلحة الملكية بجميع فروعها، حيث يجمع هذا التطوير بين اقتناء أحدث المعدات العسكرية، رفع كفاءة الأفراد، وتعزيز التعاون الدولي مع حلفاء استراتيجيين.
في المجال البري، عمل المغرب على تحديث وحداته من خلال اقتناء دبابات متطورة مثل “أبرامز M1A1” وتطوير الدبابات السوفييتية الصنع، إلى جانب تعزيز قوات المشاة بأنظمة قتالية حديثة. أما في المجال الجوي، فقد كان لاقتناء طائرات مقاتلة متطورة من طراز “F-16 Block 72” وتحديث الأسطول الجوي أثر كبير في تعزيز الجاهزية الجوية، مع التركيز على أنظمة دفاع جوي متطورة مثل “باتريوت”. وعلى صعيد القوات البحرية، تم تعزيز الأسطول المغربي بفرقاطات وسفن حربية متقدمة لتحسين قدراته الدفاعية وحماية المياه الإقليمية.
عزز المغرب أيضًا استخدام التكنولوجيا العسكرية الحديثة، حيث اقتنى طائرات مسيرة مثل “بيرقدار TB2” التركية وبدأ في تطوير صناعات عسكرية محلية بالتعاون مع شركات عالمية. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل استثمر المغرب في أنظمة رادار متطورة تضمن مراقبة شاملة لمجاله الجوي وتعزز أمنه السيادي.
هذه الجهود المتواصلة أثمرت عن تقدم ملحوظ في ترتيب الجيش المغربي عالميًا، حيث يحتل موقعًا متقدمًا ضمن قائمة أقوى الجيوش في العالم، وفقًا لتصنيفات حديثة. يعكس هذا الترتيب حجم الاستثمارات الضخمة التي تجاوزت 6 مليارات دولار في ميزانية الدفاع، إلى جانب الإرادة السياسية لتأمين الاستقرار الوطني وتعزيز القدرات العسكرية.
إن التطور الذي يشهده الجيش المغربي يبرز كجزء من رؤية طويلة المدى تهدف إلى مواجهة التحديات الأمنية في منطقة تعاني من تهديدات متعددة، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة. ومع استمرار المغرب في تحديث منظومته الدفاعية، يتوقع أن يظل الجيش قوة إقليمية مؤثرة تحظى باحترام دولي متزايد.