سلايدرصحة

إنتاج التمور في الدول العربية.. ما مدى تقدم المغرب في الإنتاج والجودة؟

الدار/ خاص

تُعد التمور من المحاصيل الزراعية التقليدية ذات الأهمية الاقتصادية والثقافية في العديد من الدول العربية، حيث تعتبر مصدرًا غذائيًا رئيسيًا وأساسياً في تغذية الشعوب العربية منذ العصور القديمة. يتمتع هذا المنتج بمكانة خاصة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تشتهر بمناخها الحار والجاف، مما يجعلها مثالية لزراعة أشجار النخيل. وبحسب آخر الإحصائيات المتاحة، تشهد الدول العربية إنتاجًا كبيرًا من التمور على مدار السنة، ويظهر ذلك بوضوح في الأرقام التي تضعها هذه الدول ضمن قائمة أكبر منتجي التمور عالميًا.

تتصدر مصر قائمة الدول العربية المنتجة للتمور بحوالي 1.5 مليون طن سنويًا، وهي بذلك تساهم بنسبة كبيرة في السوق العالمي للتمور. تعتمد مصر بشكل رئيسي على مزارع النخيل المنتشرة في مناطق الصحراء الشرقية والغربية، والتي توفر بيئة مثالية لزراعة التمور بمختلف أنواعها. تليها السعودية التي تحتل المرتبة الثانية بإنتاج يصل إلى 1.1 مليون طن سنويًا، ما يجعلها من أكبر مراكز إنتاج التمور في العالم، بالإضافة إلى استهلاكها المحلي الكبير للتمور.

في المرتبة الثالثة، تأتي الإمارات العربية المتحدة، التي تنتج حوالي مليون طن من التمور سنويًا، وهي من الدول الرائدة في استخدام تقنيات حديثة لزراعة التمور وتحسين جودتها. تعتبر الإمارات مركزًا مهمًا لتصدير التمور إلى مختلف أنحاء العالم، إذ تشتهر بتمورها الفاخرة مثل “التمور الفاخرة” التي تلقى رواجًا كبيرًا في الأسواق الدولية.

أما العراق، فينتج حوالي 700 ألف طن سنويًا من التمور، ويعتبر من أقدم الدول العربية في زراعة النخيل، حيث يمكن تتبع تاريخ زراعته لآلاف السنين. رغم التحديات التي واجهتها البلاد في العقود الأخيرة، إلا أن إنتاج التمور لا يزال مستمرًا في العراق، ويمثل جزءًا كبيرًا من الإنتاج الزراعي المحلي.

فيما يتعلق بـ ليبيا، يصل إنتاجها إلى حوالي 600 ألف طن سنويًا. تتميز ليبيا بزراعة التمور في مناطقها الصحراوية، وتعتبر “التمر الليبي” من الأنواع المشهورة التي تتمتع بمذاق خاص. تشهد ليبيا أيضًا نمواً في استخدام التكنولوجيا الزراعية لتحسين جودة المحاصيل وزيادة الإنتاج.

المغرب، الذي ينتج حوالي 400 ألف طن من التمور سنويًا، هو واحد من أبرز منتجي التمور في شمال إفريقيا. تشتهر المناطق الصحراوية في الجنوب المغربي، مثل “زاكورة”، بزراعة أفضل أنواع التمور، مما يساهم في تعزيز مكانة المغرب كمصدر مهم لهذه الفاكهة.

أما الجزائر، فينتج حوالي 350 ألف طن من التمور سنويًا، ويعد “التمر الجزائري” من الأنواع المتميزة في المنطقة، ويشمل عدة أصناف مشهورة مثل “التمر المدجول” و”التمر سيدي علي”.

في تونس، يصل الإنتاج السنوي إلى حوالي 220 ألف طن من التمور. تتميز تونس بتنوع أصناف التمور وجودتها العالية، حيث تحتل السوق الأوروبية جزءًا كبيرًا من صادراتها.

أما الأردن، فإنتاجه من التمور يقدر بحوالي 60 ألف طن سنويًا، وتعتبر زراعة النخيل مصدرًا اقتصاديًا صغيرًا مقارنة بالدول الأخرى، ولكنها تساهم في توفير جزء من احتياجات السوق المحلية. في فلسطين، ينتج حوالي 50 ألف طن سنويًا، وهي واحدة من الدول التي تعتمد على التمور كمصدر دخل رئيسي في بعض المناطق الزراعية.

تظهر هذه الأرقام بوضوح أن الدول العربية تعد من أكبر وأهم منتجي التمور في العالم، إذ تتنوع أصنافها وتشتهر بها العديد من الأسواق العالمية. ومع استمرار الاهتمام بتطوير تقنيات الزراعة وزيادة الإنتاج، من المتوقع أن تظل الدول العربية تحتل مكانة مرموقة في هذا القطاع الزراعي الهام.

زر الذهاب إلى الأعلى