مال وأعمال

الإسبان يرفعون سقف اهتمامهم بمصادر الطاقات المتجددة بالمغرب

الدار – أحمد الخليفي

بعدما كان المغرب مرتبطا بقوة بمصادر الطاقة التقليدية، استطاع خلال العقد الأخير تخفيف ذلك الارتباط بنسبة تزيد عن الأربعين في المائة، بفضل استثماراته في مجال الطاقات المتجددة، وهو ما فتح شهية قطاعات أوربية تعمل في هذا المجال، التي حولت المغرب إلى قبلتها الرئيسية.

ووفق هيآت دولية مختصة في المجال البيئي والطاقي، فإن المغرب أمضى أزيد من عشر سنوات وهو يستثمر قدراته في مجال الطاقات المتجددة، مستغلا توفره على كل المؤهلات التي تمنحه النجاح المطلق في ذلك، على رأسها الطاقة الشمسية والرياح، وشواطئه الممتدة على مسافة ثلاثة آلاف كيلومتر.

ويطمح المغرب إلى وزيادة اعتماده على الطاقات المتجددة خلال نهاية العقد المقبل، بحيث تصل إلى 52 في الماء، بزيادة عشرة في المائة عن الرقم الحالي.

ويتصاعد الطلب على الطاقة في المغرب كل سنة بما يتراوح بين خمسة وستة في المائة، وهو رقم مرشح للارتفاع في ظل ازدياد عدد السكان، وارتفاع معدل استعمال المواد المعتمدة على الطاقة في المنازل، بالإضافة إلى زيادة عدد الاستثمارات الكبرى في البلاد، والتي ترفع بشكل ملموس حصة الطلب على مصادر الطاقة بمختلف أنواعها.

النجاح المغربي في هذا المجال فتح شهية الجيران الإسبان للاستثمار المكثف في هذا القطاع، وهو ما بدأ عبر مجال الطاقة الشمسية في نواحي ورزازات، والذي أعطى نتائج مبهرة، قبل أن يتم فتح المجال أمام مهتمين جدد من إسبانيا.

وتعبر المقاولات الإسبانية بشكل مستمر عن رغبتها في الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة بالمغرب، حيث توجد اليوم أكبر المقاولات الإسبانية في هذا المجال والتي تستثمر في الطاقة الشمسية في كل من ورزازات وميدلت.

وفي ورزازات تعمل حوالي أربعين مقاولة إسبانية في مجال الطاقات المتجددة، أبرزها "آكسيونا سينير" و"سيستيماس"، مع مقاولات أخرى عقدت من قبل اتفاقيات وازنة مع مقاولات مغربية في مجال الاستثمار الطاقي، والذي، ولظروف جيوستراتيجية، أصبح نفعه مزدوجا على المغرب وإسبانيا، ويلعب القرب الجغرافي دورا أساسيا في هذا النجاح.

المغرب، الذي استطاع اكتساب تجربة وازنة وبمقاييس عالمية في هذا المجال، يطمح إلى توسيع دائرة الاستثمارات في مجال الطاقات المتجددة واستضافة مقاولات عالمية أخرى، وهو ما سيؤدي إلى اكتساب المقاولات المغربية تجربة كبيرة في هذا المجال، وهي تجربة بدأت في فتح أبواب إفريقيا على مصراعيها أمامه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى