مال وأعمال

الهواتف الذكية في إيران.. صناعة محلية تتوق للعالمية

أكثر من عقد مضى على بداية التخطيط والدراسة لإنتاج الجوالات والهواتف الذكية في إيران، حيث بدأت الشركات الوطنية بتركيب وصناعة الجوالات المحلية. ومن أبرزها "صا إيران، ديمو، فراسو، مينياتور، نامتل، أُرُد، اُبرا تهران، جي أل إيكس".

وخاضت كل هذه العلامات التجارية معركة تصنيع الجوالات والشواحن المتنقلة أو الحواسيب اللوحية. لكن مع مرور الوقت انسحبت أغلب الشركات من هذا المضمار، لتبقى "جي أل إيكس" الرائدة في صناعتها حتى اليوم.

افتتحت شركة "ارتباط همراه كويا أروند" الإيرانية لصناعة الجوالات والحواسيب اللوحية تحت علامة "جي أل إيكس" (GLX- General Luxe) عام 2007 بالجنوب الغربي في مدينة خرمشهر التابعة لمحافظة خوزستان بمركزية الأهواز.

وبدأت الشركة بإنتاج أول جوال ذكي يعمل بنظام تشغيل أندروید عام 2011، ثم أنتجت عام 2012 أول حاسوب لوحي حمل اسم "جت". يذكر أن الشركة دخلت عالم صناعة الهواتف مع الجيل الأول من الجوالات.

مليون هاتف
یقول المدير التنفيذي للشركة "ثبّتنا علامة جي أل إيكس في تسعين دولة، وبإمكاننا تصنيع ملیون هاتف ذكي سنویا.. يعمل لدينا حاليا 1500 موظف وخططنا أن يصل عددهم إلى خمسة آلاف".

ويعد "شاهين 2" (General Luxe Shahin II) أحدث الهواتف الذكية من علامة GLX، وستطرحه الشركة في الأسواق قريبا بسعر 350 دولارا تقريبا.

ويتميز هذا الهاتف المصنوع من المعدن بوزن 168 غراما بأنه يعمل بنظام أندرويد 8.1 مع ذاكرة داخلية تصل إلى 64 غيغا بايتا وRAM 4 GB.

كما يتميز بوجود كاميرتين أماميتين وكاميرتين خلفيتين بدقة 16 ميغابكسلا من شركة "سوني" قابلة للزوم إلى ثلاثين ضعف وتخزين 96 ميغابكسلا لكل صورة، وهي ميزة فريدة من نوعها في العالم.  

أما الشاشة فهي بحجم 6.18 بوصات مع كثافة 2246*1080 بكسلا، ومعالج MT6763 بسرعة 2.5GHzو8 نوات، إضافة إلى بطارية 3300 مللي أمبير، ومستشعر بصمات الأصابع وكشف الوجه.

وعام 2018 وبعد حظر الحكومة تشغيل الجوالات المهربة في نظام مشغل الشبكة المحمولة، عاد التفكير مجددا في استخدام الجوالات الوطنية خاصة بعد ارتفاع أسعار الدولار مقابل العملة المحلية.

تجنب المغامرة
ولسنوات طويلة، فضّل الإيرانيون استخدام الجوالات الأجنبية المعروفة عالميا، وذلك لمواكبة العصر وتجنبا لمغامرة استخدام المحلية الصنع.

يقول رسول، وهو أحد مستخدمي جوالات "جي أل إيكس" نوع Aria 1 أن جوّاله يلبي احتياجاته، ولم تواجهه حتى الآن أي مشكلة.

في المقابل، يشكك البعض بمصداقية الشركات الوطنية حيث تُتهم بأن صناعتها ليست محلية الصنع ويقتصر عملها على تجميع مختلف أقسام الجوّال من شركات أخرى لتطرحها بالأسواق على أنها محلية الصنع.                                 

ويجيب حميد بأن 40% من القطع والأجهزة المستخدمة بجوالات "جي أل إيكس" صناعة وطنية، وتسعى الشركة لرفع هذه النسبة، مضيفا أنه في مجال صناعة الجوالات لا يعيب الشركات استخدام بعض القطع الأجنبية وأن العديد من العلامات التجارية العالمية تفعل الأمر نفسه.

فمثلاً تُستخدم كاميرات شركة "سوني" ومعالج الجوالات من شركة "كوالكوم" الأميركية من قِبل العديد من العلامات المعروفة في صناعة الهواتف الذكية.

المرتبة 20 محليا
وصرّح وزير الاتصالات بأن طرح الإنتاج المحلي بجودة عالية وسعر مناسب سيدفع المستخدم للشراء، ويتجلى هذا في تفوّق ماركة جي أل إيكس في البلاد وقفزها من المرتبة العشرين إلى السابعة في قائمة المستهلكين.

ويواجه قطاع صناعة الجوالات مختلف العقبات، لا سيما ارتفاع أسعار المكونات الأساسية لصناعة الجوالات وبعض المشاكل الجمركية بالاستيراد والتصدير، كما أن ضعف تسويق تلك الجوالات الذكية داخليا وخارجيا أدخل مستقبل هذا القطاع في حالة من الغموض.

وحسب مراقبين، أضحت متاجر الجوالات راكدة بسبب هشاشة الوضع الاقتصادي وضعف الاستثمار الأجنبي في البلد خاصة بعد توقف الشركات الأجنبية عن التعامل مع شركات إيرانية خشية معاقبتهم من الولايات المتحدة.

المصدر : وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى