سلايدرفن وثقافة

أغنية تربط الماضي بالحاضر.. عندما يلتقي صوت الحسن الثاني بإيقاعات العصر

الدار/ خاص

في تجربة موسيقية غير مألوفة، استطاع الفنان بيني آدم أن يخلق جسراً بين الماضي والحاضر من خلال عمل فني يدمج مقطعًا صوتيًا نادرًا للملك الراحل الحسن الثاني مع إيقاعات حديثة، ليخرج بتركيبة موسيقية مميزة تعكس تنوع الهوية الثقافية المغربية. هذه الخطوة تمثل تجديدًا في طريقة توظيف التراث داخل الموسيقى المعاصرة، حيث يتم إعادة إحياء عناصر تاريخية بلمسات إبداعية تتماشى مع الذائقة الفنية الحالية.

إلى جانب هذا المزج الفريد، يفتح هذا العمل الباب للحديث عن الشيخات، وهن فنانات قدمن عبر عقود طويلة لونًا غنائيًا شعبيًا تميز بكلماته الجريئة ونقده اللاذع للمجتمع والسياسة. كانت الشيخات بمثابة مرآة تعكس هموم الناس وتعبّر عن مشاعرهم من خلال فن يعكس نبض الشارع، وهو ما جعل أغانيهن تلقى انتشارًا واسعًا في الأوساط الشعبية، رغم النظرة المتقلبة التي واجهها هذا اللون الفني عبر التاريخ.

ورغم أن فن الشيخات ظل حاضرًا بقوة في الذاكرة الثقافية المغربية، إلا أن التقدير الرسمي لهذا الإرث الفني ظل محدودًا. فهل نشهد في المستقبل تحركات فعلية تمنح هذا اللون الموسيقي المكانة التي يستحقها ضمن التراث الوطني؟ وهل سيأتي اليوم الذي تُكرّم فيه الشيخات على دورهن الريادي في حفظ ملامح من التاريخ الثقافي للمغرب؟

ما قدمه بيني آدم في عمله الأخير ليس مجرد تجربة فنية عابرة، بل هو تأكيد على أن التراث المغربي، بمختلف أبعاده، قابل للتجدد والانبعاث بصيغ جديدة دون أن يفقد هويته الأصيلة.

زر الذهاب إلى الأعلى