ميليشيات البوليساريو وحزب الله اللبناني… روابط قديمة ووطيدة

بقلم: محمد الطيار*
العلاقات بين ميليشيات البوليساريو وإيران، وذراعها حزب الله اللبناني، ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى عقود. فقد قام حزب الله باحتضان البوليساريو بشكل سري في البداية، ثم بشكل علني لاحقًا، حيث كان وراء تأسيس “لجنة دعم الشعب الصحراوي” في لبنان سنة 2016. تلت ذلك، في نفس السنة، زيارة وفد عسكري من حزب الله إلى مخيمات تندوف، حيث تم تسطير برنامج تدريب عسكري لنخبة من عناصر ميليشيات البوليساريو. كما قام الحزب بعد ذلك بإرسال صواريخ سام-9 وسام-11 إلى هذه الميليشيات.
وأشرف حزب الله اللبناني، في نهاية سنة 2016، على تنظيم ندوة دولية في العاصمة اللبنانية بيروت، يوم 25 نونبر 2016، تحت عنوان: “الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا”. حضر هذه الندوة ما يُسمى بعضو الأمانة الوطنية والوزير المستشار برئاسة الجمهورية البشير مصطفى السيد، وما يُسمى بالوزير المكلف بالعلاقات مع العالم العربي الشيخ ماء العينين الشيخ لكبير، إضافة إلى ممثل الجبهة في المشرق العربي المدعو مصطفى محمد الأمين، والمدعوة النانة لبات الرشيد، المستشارة الحالية بما يُسمى “الرئاسة الصحراوية”، المكلفة بملف الوطن العربي. كما حضر هذه الندوة سفيرا الجزائر في دمشق وبيروت.
وقد سبق للنانة لبات الرشيد أن كتبت على صفحتها بموقع فيسبوك، مباشرة بعد إعلان المغرب قطع علاقاته مع إيران:
“يقول المغرب إن حزب الله يدعمنا، ونقول نحن: لا رجال إلا رجال حزب الله”.
وكتبت أيضًا:
“إننا نقض مضجع الطغاة، وهلَع إسرائيل من حزب الله يعادل هلع المغرب من البوليساريو.”.،
وفي تدوينة أخرى تؤكد فيها مراهنة البوليساريو على انتصار إيران وأذرعها، قالت:
“ستنتهي حرب اليمن، وتعود سوريا شامخة كما كانت، وتظل إيران نظيرة أمريكا النووية في الشرق الأوسط، وتتآلف قلوب الفرقاء عند قبة الأقصى.. وتبقى صحيفة المغرب سوداء، وأثره نتن عند كل هؤلاء.”
وتُظهر صورة النانة لبات الرشيد وهي في بيت النائب البرلماني عن حزب الله اللبناني، علي فياض.
*رئيس المرصد الوطني للدراسات الاستراتيجية