
الدار/ خاص
في تصريح قوي يحمل بين كلماته الكثير من الرسائل السياسية، وجّه ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، انتقاداً لاذعاً لبعض وسائل الإعلام الإسبانية التي قال إنها تروج لأجندات مشبوهة مدفوعة من قبل النظام العسكري الجزائري، وتستمر في تسويق خطاب الانفصال وتزييف الحقائق بشأن ملف الصحراء المغربية.
بوريطة لم يُجامل، بل تحدث بوضوح قائلاً إن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي والوحيد لهذا النزاع المفتعل، مؤكداً أن ما يُعانيه المحتجزون في مخيمات تندوف لم يعد يُطاق، وأضاف بنبرة حاسمة: لا أحد في تندوف يريد أن يقضي خمسين سنة أخرى في الجوع، القمع، والانتظار في المجهول.
الرسالة التي حملها كلام الوزير كانت موجهة بشكل مباشر إلى كل من يحاول تغذية الوهم الانفصالي، خاصة الإعلام الإسباني الذي ما زال البعض منه يروج للرواية الانفصالية، دون أن يُعير أي اعتبار لمعاناة آلاف الصحراويين المحاصرين في الخيام تحت رحمة جنرالات الجزائر.
بوريطة شدد على أن الصحراويين، سواء في الأقاليم الجنوبية أو أولئك الذين عادوا إلى أرض الوطن من المخيمات، اختاروا المغرب عن قناعة، ورفضوا أن يكونوا ورقة في لعبة سياسية تُدار من خارج الحدود.
ولم يخفِ الوزير استغرابه من استمرار بعض المنابر الإعلامية في بيع الوهم، متسائلاً: إلى متى ستظل هذه الأصوات تُغذي نزاعاً تجاوزه الزمن، على حساب كرامة وأحلام أناس يتوقون للحرية والعيش الكريم؟
إنها دعوة صريحة من المغرب إلى طي صفحة الخداع الإعلامي والالتحاق بركب الحلول الواقعية، بعيداً عن الارتزاق السياسي. فالمغرب، كما قال بوريطة، يمد اليد لكل من يؤمن بالحل السلمي تحت مظلة الحكم الذاتي، ويرفض تحويل الصحراويين إلى رهائن لمشاريع بائدة.