مولاي الحسن.. 22 سنة من الأمل والاستمرارية

الدار/ تحليل

تحل يوم غد الخميس الذكرى الثانية والعشرون لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في لحظة وطنية مميزة تجدد فيها الأمة المغربية ارتباطها العميق بالعرش العلوي، وتعكس من خلالها اعتزازها بمسيرة الاستمرارية التي يجسدها ولي العهد الشاب.

في مثل هذا اليوم من سنة 2003، استقبل المغاربة بفرحة عارمة خبر ميلاد ولي العهد، حيث أطلق عليه جلالة الملك محمد السادس اسم “مولاي الحسن”، تيمناً بجده جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وبالسلطان الجليل مولاي الحسن الأول، في رمز قوي للاستمرارية والوفاء لتاريخ ملوك المملكة وحكمتهم.

ذكرى الميلاد ليست مجرد محطة احتفالية، بل هي مناسبة وطنية تحيي في النفوس روح الانتماء، وتعزز أواصر الترابط بين الشعب ومؤسسة الملكية، تلك العلاقة المتجذرة في التاريخ، التي شكلت على الدوام صمام أمان للوحدة الوطنية والاستقرار السياسي.

وبقدر ما تحمل هذه الذكرى طابعًا رمزيًا وعاطفيًا، فإنها تعكس أيضًا دينامية ولي العهد، الذي بدأ منذ سنوات يخطو بثبات نحو تحمل مسؤولياته المستقبلية، عبر مشاركته المتزايدة في أنشطة رسمية ذات أبعاد استراتيجية. ومن أبرز هذه الأنشطة، ترؤسه مؤخرًا حفل افتتاح الدورة 17 للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، في حدث أكد حضوره الفاعل في القضايا الحيوية المرتبطة بالتنمية، خصوصًا في المجالات التي تمس حياة المواطنين كالفلاحة والماء.

ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الذي ترعرع في كنف جلالة الملك محمد السادس، يمثل جيلًا جديدًا من القيادة الملكية التي تنفتح على التحولات العالمية، وتتفاعل مع تطلعات الشباب المغربي. وقد أبان منذ صغره عن ذكاء لافت واهتمام واضح بالقضايا الوطنية والدولية، ما يبعث على الاطمئنان لمستقبل المملكة واستمرار نهج الحكم الرشيد.

في هذه الذكرى السعيدة، يجدد الشعب المغربي، بكل فئاته، تعبيره عن مشاعر الفرح والاعتزاز، ويؤكد من جديد تعلقه بالملك محمد السادس، وولائه للأسرة الملكية، التي تظل رمزًا للوحدة والتماسك في مواجهة تحديات العصر.

هي مناسبة للاحتفال، ولكنها أيضًا لحظة تأمل في مسار طويل من التلاحم بين العرش والشعب، مسار يواصل فيه المغرب بقيادة جلالة الملك، وبدعم من ولي عهده، بناء مستقبل مزدهر يرتكز على قيم ثابتة، ومبادئ راسخة عنوانها “الله، الوطن، الملك”.