أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

كيف شقّت باكستان طريقها نحو السلاح النووي

كيف شقّت باكستان طريقها نحو السلاح النووي

الدار/ تقارير

في لحظة تحدٍ غيّرت مسار التاريخ الباكستاني، قال رئيس الوزراء الراحل ذو الفقار علي بوتو عام 1965 عبارة خالدة: “قد نأكل العشب وأوراق الشجر، وقد نُصاب بالجوع، لكننا سنمتلك قنبلتنا النووية الخاصة”. لم تكن مجرد كلمات عابرة، بل كانت إعلاناً عن مسار وطني محفوف بالصعوبات والتضحيات، هدفه الوصول إلى قوة الردع النووي.

جاء هذا الطموح في ظل توترات متصاعدة مع الجارة الهند، وخاصة بعد الحرب بين البلدين في نفس العام. اعتبر بوتو أن امتلاك السلاح النووي ضرورة استراتيجية لحماية سيادة البلاد وتحقيق توازن القوة في جنوب آسيا.

لكن الأحلام لا تتحقق من دون عقول عظيمة وإرادة حديدية، وهنا برز اسم العالم النووي عبد القدير خان، الذي أصبح لاحقاً يُعرف بلقب “أبو القنبلة النووية الباكستانية”. بعد أن درس وعمل في أوروبا، عاد خان إلى وطنه حاملاً خبرة علمية كبيرة وشغفاً بتحقيق الحلم النووي لبلاده.

بفضل جهوده الجبارة، نجحت باكستان في تطوير أول قنبلة نووية، وتم اختبارها بنجاح عام 1998، لتصبح بذلك الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك هذا السلاح، ولتنضم إلى نادي القوى النووية العالمية. لم يكن الطريق سهلاً، بل كان مليئاً بالعقوبات الدولية، والعزلة السياسية، والمخاطر الأمنية، لكنه كان الطريق الذي اختارته باكستان بإصرار.

اليوم، يُنظر إلى هذا المشروع على أنه رمز للعزيمة الوطنية، ومثال على كيف يمكن للإرادة السياسية والعلمية أن تغيّر معادلات القوة على مستوى العالم، حتى في ظل موارد محدودة وظروف صعبة.

زر الذهاب إلى الأعلى