
احمد البوحساني
اهتزّ الرأي العام الوطني على وقع جريمة بشعة استهدفت طفلًا قاصرًا خلال فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة، حيث تعرض لاعتداء جنسي جماعي من طرف 14 شخصًا، في حادثة أثارت صدمة واسعة وقلقًا بالغًا حول أوضاع حماية الطفولة في المغرب.
وفي هذا السياق، أصدرت منظمة بدائل للطفولة والشباب بلاغ صحفي توصل موقع الدار بنسخة منه، أدانت فيه الجريمة النكراء، معتبرة أنها ليست حادثًا معزولًا بل تكشف عن هشاشة المنظومة الوطنية لحماية الطفولة في ظل أوضاع اجتماعية وثقافية تكرّس العنف والهيمنة الذكورية، وتجعل جسد الطفل الحلقة الأضعف في العلاقات الاجتماعية.
وأشارت المنظمة إلى أن المواسم الدينية والثقافية، مثل موسم مولاي عبد الله أمغار، تتحول إلى فضاءات انتقالية تتراجع فيها الرقابة الاجتماعية، ما يرفع من درجة تعرض الأطفال، خصوصًا غير المرافقين، لمخاطر الاستغلال والانتهاكات الجنسية.
وأكد مجلس إدارة المنظمة في تصريحه أن هذه الفاجعة تتطلب مقاربة عاجلة وحازمة، معلنًا ما يلي:
•إدانة الجريمة بأشد العبارات، واعتبار أي تساهل مع مرتكبيها بمثابة تواطؤ مرفوض.
•تحميل الجهات المنظمة للموسم كامل المسؤولية عن غياب الرقابة والتدابير الوقائية لحماية الأطفال.
•المطالبة بفتح تحقيق قضائي عاجل ومستقل، وتشديد العقوبات ضد المتورطين دون إمكانية للعفو أو التخفيف.
•الدعوة إلى تفكيك شبكات المخدرات والدعارة التي تنشط في مثل هذه المناسبات، وإنشاء لجنة وطنية لمراقبة التظاهرات الشعبية لضمان حماية الأطفال.
•إطلاق برامج عاجلة لإيواء ورعاية الأطفال في وضعية الشارع، مع العمل على تأهيل الفضاءات العمومية لتكون بيئات آمنة وصديقة للطفل.
وختمت منظمة بدائل للطفولة والشباب تصريحها بالتأكيد على أن التصدي لهذه الظاهرة يستوجب سياسات وقائية وعلاجية متكاملة تعيد الاعتبار للطفولة باعتبارها قيمة إنسانية أساسية، وتحمي المجتمع من إعادة إنتاج العنف بأشكال أكثر خطورة وقسوة.