أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني: تكنولوجيا متقدمة وتفاعل مجتمعي يعكسان وجه الشرطة الحديثة

الدار/ تقارير
في أجواء يطبعها الانفتاح والتواصل المباشر مع المواطنين، تواصل المديرية العامة للأمن الوطني تنظيم الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة، التي تشكل فضاءً تفاعلياً يجمع بين التكنولوجيا الحديثة، والمهنية الأمنية، والتوعية المجتمعية. وعلى امتداد أروقة متعددة، تُعرض منجزات وتجهيزات تؤكد التحول العميق الذي يشهده جهاز الأمن المغربي نحو نموذج شرطة مواطنة رقمية وعصرية.
التكنولوجيا الأمنية… حلول ذكية لخدمة المواطن
داخل فضاء التكنولوجيا، يجد الزائر نفسه محاطاً بنماذج حية لاستخدامات متقدمة للذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة في دعم العمل الأمني الميداني.
وتأتي “الدورية الذكية – أمان” كنموذج مبتكر يُعرض بتقنية 360 درجة، مجسداً طموح الأمن الوطني في رقمنة الدوريات وربطها بأنظمة مراقبة مركزية.
كما يتم استعراض استخدامات الطائرات المسيرة في مراقبة التجمعات الرياضية والعمليات الكبرى، عبر تحليل البيانات في الزمن الحقيقي للمساهمة في اتخاذ القرار الأمني المناسب. وفي أروقة موازية، تُعرض تطبيقات تتعرف على لوحات ترقيم السيارات وتتابع تحركات الدوريات جغرافياً، إلى جانب أنظمة التعرف على الوجوه المرتبطة بقواعد بيانات ديموغرافية.
⸻
قيادة مركزية ذكية… تنسيق لحظي واستجابة فورية
واحدة من أبرز المحطات داخل هذا الفضاء، قاعة محاكاة لقيادة مركزية أمنية، توضح كيفية التنسيق بين الخط 19 والدوريات الذكية والطائرات، مما يبرز التكامل التشغيلي في إدارة الحالات الطارئة على الأرض.
⸻
المسار المهني للشرطي: من التكوين إلى الرعاية الاجتماعية
يوفر رواق تدبير الحياة المهنية لموظفي الأمن الوطني نظرة شاملة على الميثاق الجديد للتوظيف الشرطي، وشروط ولوج المعهد الملكي للشرطة، والمسارات التكوينية المختلفة.
وتحظى الرعاية الاجتماعية والصحية باهتمام خاص، حيث يتم عرض خدمات مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية والجمعية الأخوية للتعاون المشترك، التي تحتفل بمرور 106 سنة على تأسيسها كأول تعاضدية أمنية بالمغرب.
⸻
الشرطة العلمية والتقنية: خبرة، دقة، وشهادات جودة
يحتل رواق الشرطة العلمية والتقنية حيزاً مركزياً، ويُعرض من خلاله عمل مختبرات تحليل السموم، والبصمات، والآثار الرقمية، والحمض النووي، والوثائق المزورة.
كما يتم تقديم محاكاة واقعية لمسرح الجريمة، ما يسمح بفهم دقيق لكيفية حفظ الأدلة في احترام للمعايير الدولية، في فضاء يحمل شهادة ISO 17025 منذ عام 2017.
⸻
قوات التدخل الخاصة: النخبة الأمنية في خدمة الوطن
في فضاء التدخلات الخاصة، تتصدر فرق القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني الواجهة، بعرض معداتها وأسلحتها وتقنياتها في تفكيك الخلايا الإرهابية.
كما يسلط رواق المجموعات المتنقلة للمحافظة على النظام الضوء على دور هذه الفرق في حماية التظاهرات، بينما يستعرض رواق مكافحة المتفجرات التقنيات المتقدمة لتفكيك العبوات المشبوهة، إلى جانب مهارات فرق BCI في تحييد الأخطار في المواقف الأمنية المعقدة.
⸻
الكلاب المدربة والخيالة: دعم لوجستي بتقنيات متخصصة
يعرض رواق الشرطة السينوتقنية قدرات الكلاب البوليسية المدربة على كشف المتفجرات والمخدرات وتتبع الأثر، مع تقديم السيارات الخاصة لنقلها.
كما يبرز رواق شرطة الخيالة مساهمتها في الأمن السياحي وحفظ النظام، ويعرض الأزياء الوظيفية والميداليات التي نالها الفرسان في محافل وطنية ودولية.
⸻
السلامة الطرقية: تكنولوجيا للتحسيس والتوعية
يستعرض رواق السلامة الطرقية أجهزة مراقبة السرعة، وأدوات التوعية بقانون السير، إضافة إلى مسار مصغر للأطفال بالشراكة مع الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية.
ويُعرض لأول مرة جهاز محاكاة القيادة، الذي يتيح تجربة واقعية للتوعية بمخاطر السياقة في ظروف مختلفة.
⸻
التوعية المجتمعية: الوقاية تبدأ من المعرفة
فضاء التحسيس يخصص عدداً من الأروقة لتوعية الناشئة بمخاطر الجريمة والانحراف وإساءة استخدام الإنترنت، كما يعرّف بمنصة “إبلاغ” الإلكترونية التي تمكّن المواطنين من الإبلاغ الآمن عن محتويات تهدد السلامة الرقمية.
⸻
الهوية الرقمية والحدود الذكية: خدمات إلكترونية متطورة
يتيح رواق الهوية الرقمية للزوار التعرف على إمكانيات بطاقة التعريف الإلكترونية الجديدة، وخدمات الطرف الثالث الموثوق به، التي تتيح ولوجاً آمناً إلى الخدمات الإدارية والبنكية.
كما يتم عرض منصة طلب بطاقة السوابق القضائية رقمياً، والجيل الجديد من سندات الإقامة للأجانب.
في رواق الحدود الذكية، تُعرض أحدث آليات تسهيل عبور المسافرين، من خلال نظام تدبير المنافذ الحدودية SGPF.
⸻
الحماية القانونية للنساء والأطفال: دعم رقمي ومؤسساتي
يوضح رواق الحماية القانونية الجهود المبذولة لحماية النساء والأطفال، من خلال المنصة الرقمية “طفلي مختفي”، وآليات التكفل بالنساء ضحايا العنف، ما يعكس بعداً إنسانياً متقدماً في العمل الشرطي.
⸻
خاتمة
تعكس أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني تحوّلاً جذرياً في صورة الشرطة المغربية، من جهاز تقليدي إلى مؤسسة أمنية عصرية مدمجة بالتكنولوجيا، متفاعلة مع المجتمع، ومبنية على قيم الشفافية، والتواصل، والخدمة العامة. إنها ليست فقط مناسبة لعرض التجهيزات، بل محطة لتجديد الثقة المتبادلة بين الأمن والمواطن.