
الدار/ خاص
شكلت المملكة المغربية وحدات قتالية متخصصة في العمليات تحت الأرض. تأتي هذه المبادرة استجابة للتحديات المتزايدة التي تفرضها استخدامات الأنفاق في النزاعات المسلحة، والتي أصبحت تمثل تحديًا حتى لأقوى الجيوش العالمية.  
تم تدريب هذه الوحدات الجديدة على القتال في البيئات الضيقة والمعقدة، مع التركيز على مهارات التعامل مع المتفجرات واستخدام الأسلحة المتخصصة. وقد أظهرت مقاطع فيديو نشرتها القوات المسلحة الملكية المغربية تدريبات مكثفة لهذه الوحدات، خاصة خلال مناورات “الأسد الإفريقي 2024” التي شهدت مشاركة واسعة من القوات المغربية والأمريكية.  
من أبرز المعدات التي تم تزويد هذه الوحدات بها هو الروبوت المسير MTGR، المصنع من قبل شركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية. يتميز هذا الروبوت بقدرته على اكتشاف الأنفاق بدقة عالية وتحديد الأهداف والتهديدات المحتملة بداخلها، مما يعزز من فعالية العمليات العسكرية في البيئات تحت الأرضية.  
في إطار تعزيز جاهزية هذه الوحدات، قامت القوات المسلحة الملكية ببناء مرافق تدريبية تحاكي بيئات النزاعات الحديثة، بما في ذلك أنفاق مماثلة لتلك التي تستخدمها بعض الجماعات المسلحة، وخنادق شبيهة بتلك المستخدمة في النزاعات الروسية الأوكرانية. تهدف هذه المرافق إلى توفير بيئة تدريبية واقعية تُعزز من كفاءة القوات في التعامل مع التهديدات المعقدة. 
تأتي هذه التطورات في سياق توجه المغرب نحو تعزيز قدراته الدفاعية من خلال التصنيع المحلي. فقد صادق المجلس الوزاري على مشروع مرسوم بإحداث منطقتين للتسريع الصناعي للدفاع، بهدف توفير مناطق صناعية لاحتضان الصناعات المتعلقة بمعدات وآليات الدفاع والأمن. 
تعكس هذه الخطوات التزام المغرب بتحديث وتطوير قدراته العسكرية لمواجهة التهديدات الأمنية الحديثة. من خلال تشكيل وحدات متخصصة وتزويدها بتقنيات متقدمة، بالإضافة إلى تعزيز التصنيع الدفاعي المحلي، يسعى المغرب إلى تعزيز أمنه واستقراره في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة.