أخبار دوليةسلايدر

من نزاع إقليمي إلى خطر إرهابي عالمي: نداء لتصنيف “البوليساريو” على لوائح الإرهاب

احمد البوحساني

شدّد الدكتور محمد الطيار، رئيس المرصد الوطني للدراسات الإستراتيجية، على ضرورة تحريك المبادرات التشريعية في دول العالم من أجل إدراج جبهة “البوليساريو” ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية. دعوة وصفها بأنها خيار استراتيجي حاسم، لما لها من انعكاسات مباشرة على المستويات القانونية والأمنية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية، معتبرًا أن هذا التحول ينقل الملف من خانة النزاع الإقليمي الضيق الذي تديره الجزائر، إلى ميدان الحرب العالمية على الإرهاب، بكل ما يحمله من آليات وضغوط وتحالفات.

ويرى الطيار أن إقدام برلمانات أو حكومات على تصنيف “البوليساريو” كتنظيم إرهابي سيمنح الموقف المغربي سندًا قانونيًا دوليًا يتجاوز حدوده الوطنية. فالتصنيف يتيح للدول تطبيق قوانين مكافحة الإرهاب، بما يشمل تجميد أموال الجبهة في البنوك، ومصادرة أصولها، ومنع قادتها من السفر، وتجريم أي علاقة تمويل أو دعم لها، مما سيشلّ قدرتها على الحركة وجمع الموارد.

و على المستوى الأمني، يؤكد رئيس المرصد أن التصنيف سيضيّق الخناق على “البوليساريو” ويحرمها من الملاذات الآمنة وشبكات الدعم اللوجستي، كما سيجعلها ضمن أولويات أجهزة الاستخبارات الدولية. استراتيجيًا، سيضعها هذا في خانة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود مثل “داعش” و”القاعدة”، ما يقلّص من قدرتها على المناورة ميدانيًا وسياسيًا.

أما.سياسيًا، سيُفرض على الجبهة طوق من العزلة، حتى من بعض الحلفاء التقليديين وفي مقدمتهم النظام العسكري الجزائري، الذي سيتحاشى الارتباط بتصنيف إرهابي. أما الدول التي ستواصل دعمها فستجد نفسها تحت ضغوط سياسية وإعلامية، ما قد يدفعها إلى إعادة النظر في مواقفها. دبلوماسيًا، يرى الطيار أن هذا التصنيف سيحوّل الخطاب الدولي من “حق تقرير المصير” إلى “مكافحة الإرهاب”، وهو تحول جذري يخدم المغرب ويعزّز موقعه كشريك موثوق في الأمن الدولي.

وفي البعد الإعلامي، يوضح الطيار أن إدراج “البوليساريو” على لوائح الإرهاب سينقل صورتها في الإعلام العالمي من “حركة سياسية” إلى “تنظيم عنيف”، ما سيضعف جاذبيتها ويقلّل من قدرتها على كسب التعاطف. كما أن تراكم الدول المتبنية لهذا الموقف سيوفر للمغرب رصيدًا دعائيًا ودبلوماسيًا مهمًا.

ويختتم الطيار بأن الدفع نحو هذا التصنيف يمثل استراتيجية متكاملة تدمج الأبعاد القانونية والأمنية والسياسية والإعلامية، وتخلق ضغطًا متعدد الاتجاهات على “البوليساريو” وداعميها، مما يعيد صياغة السردية الدولية حول النزاع، ويعزز مكانة المغرب في الجهود العالمية لمكافحة الإرهاب.

زر الذهاب إلى الأعلى