
الدار/ تقارير
شهدت مدينة شنتشن الصينية حدثًا ثقافيًا غير مسبوق، حيث احتضنت الدورة الحادية والعشرين من معرض الصين الدولي للصناعات الثقافية، الذي تحوّل إلى تظاهرة عالمية جمعت بين الإبداع والتكنولوجيا والتنوع الحضاري، مستقطبًا أكثر من 2.2 مليون زائر على مدى خمسة أيام.
المعرض، الذي نظّم في مقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين، عكس بوضوح المكانة المتزايدة التي باتت تحتلها الثقافة كأداة استراتيجية لتعزيز الحضور الدولي والتواصل بين الأمم. آلاف المنتجات الثقافية عُرضت في فضاءات تفاعلية جمعت بين الأصالة والابتكار، فيما تجاوز عدد المشاريع الاستثمارية المطروحة أربعة آلاف مشروع، ما يشير إلى الارتباط الوثيق بين القطاع الثقافي والفرص الاقتصادية.
بمشاركة 6280 وفدًا من هيئات حكومية ومؤسسات وشركات من مختلف دول العالم، برز الحضور اللافت للدول المنضوية ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، حيث شاركت أكثر من 50 دولة بعروض ثقافية غنية، تنوعت بين الفنون التقليدية والتجارب الإبداعية المعاصرة. ولم تقتصر المشاركة على الجوانب العرضية فقط، بل حملت في طياتها رسائل تعاون وشراكة تعكس سعي العديد من الدول إلى تعزيز علاقاتها مع الصين من خلال الثقافة.
وقد تميز المعرض هذا العام بإدماجه ولأول مرة جناحًا مخصصًا للذكاء الاصطناعي، شكّل محور جذب للزوار والمهنيين، من خلال ما قدمه من عروض تفاعلية وتقنيات متقدمة تسلط الضوء على كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الفنون والإبداع. حوالي 60 شركة متخصصة في هذا المجال استعرضت آخر ابتكاراتها، مؤكدة أن المستقبل الثقافي سيكون رقميًا وتفاعليًا بامتياز.
منذ انطلاقه سنة 2004، تطور هذا المعرض ليصبح حدثًا سنويًا ذا بعد دولي، لا يروّج فقط للثقافة الصينية، بل يفتح آفاقًا رحبة للتعاون والتبادل عبر الحدود. وما تحقق خلال هذه الدورة يرسخ هذا التوجه، ويعزز موقع الصين كلاعب رئيسي في رسم ملامح المشهد الثقافي العالمي، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى جسور التواصل الحضاري وسط عالم سريع التغير.