الحكومةسلايدر

بيان دولي قوي يدعو إلى وقف فوري للحرب في غزة: البرتغال والمغرب ضمن مسار دبلوماسي مشترك

الدار/ سارة الوكيلي

في أعقاب اللقاء الذي جمع وزير الخارجية البرتغالي، باولو رانجيل، بنظيره المغربي ناصر بوريطة، صدر بيان مشترك يعكس موقفاً دولياً موحداً من تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ويؤكد على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار الفوري وغير المشروط، في خطوة دبلوماسية ذات دلالة قوية.

وقد تضمن البيان، الذي وُقّع من قبل وزراء خارجية أكثر من 30 دولة، من بينها فرنسا، المملكة المتحدة، كندا، اليابان، والنرويج، إلى جانب ممثلة عن المفوضية الأوروبية، دعوة صريحة لإنهاء الحرب المستعرة في غزة، والتي وصلت مستويات غير مسبوقة من المعاناة الإنسانية، وفق نص البيان.

وجاء في الوثيقة إدانة صريحة لما وصفه البيان بـ”النموذج الخطير” الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية في توزيع المساعدات، والذي يؤدي إلى إذلال المدنيين وحرمانهم من احتياجاتهم الأساسية، خصوصاً المياه والغذاء، مع الإشارة إلى مقتل أكثر من 800 فلسطيني أثناء محاولتهم الحصول على تلك المساعدات. وشدد الموقعون على أن منع إيصال المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، داعين إسرائيل إلى الالتزام بتعهداتها القانونية.

كما دان البيان استمرار احتجاز الرهائن من قبل حركة حماس منذ 7 أكتوبر 2023، مطالباً بإطلاق سراحهم فوراً وبدون شروط، واعتبر أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار هو السبيل الأنجع لتحقيق ذلك وإنهاء معاناة ذويهم.

ورفض البيان بشكل قاطع أي مقترحات ترمي إلى نقل سكان غزة قسرياً إلى مناطق تُسمى بـ”المدن الإنسانية”، معتبراً ذلك انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، كما أعلن معارضته المطلقة لأي تغييرات ديمغرافية أو جغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً في ضوء مخططات التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، بما فيها مشروع “E1”، الذي قال البيان إنه سيقسم الأراضي الفلسطينية ويقوض بشكل جذري حل الدولتين.

وفي لهجة صارمة، حث الموقعون إسرائيل على رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية، وتمكين منظمات الأمم المتحدة والهيئات غير الحكومية من أداء مهامها الإنسانية دون عوائق. كما دعا البيان كافة الأطراف إلى احترام المدنيين والامتثال التام للقانون الإنساني الدولي.

واختتم الموقعون بالإعراب عن دعمهم الكامل للجهود التي تبذلها الولايات المتحدة وقطر ومصر للوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، مؤكدين استعدادهم لاتخاذ مزيد من الخطوات العملية لدعم هذه المساعي، وتحقيق الأمن والسلام العادل والدائم لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين.

ويحمل توقيع البرتغال على هذا البيان إلى جانب المغرب بعد لقائهما الثنائي دلالة على انسجام المواقف السياسية تجاه الأزمات الدولية الكبرى، وعلى تعزيز التعاون الدبلوماسي بين الجانبين في الملفات الإقليمية والدولية الحساسة.

زر الذهاب إلى الأعلى