سلايدرمغرب

جيل Z المغربي يصرخ… ووزير التواصل المهدي بنسعيد يختفي وراء كرة القدم

الدار / إيمان العلوي

في الشارع المغربي اليوم، يرفع جيل Z صوته بصوت عالٍ، بعد سنوات من الإحباطات المتراكمة نتيجة ضعف الخدمات العمومية، وقلة فرص التشغيل، وتراجع الثقة في الوعود الرسمية. هؤلاء الشباب، الذين نشأوا في زمن الرقمنة والاتصال الفوري عبر منصات التواصل الاجتماعي، لم يعودوا ينتظرون الحلول التقليدية من المؤسسات، فاختاروا الشارع وسيلة لإيصال مطالبهم المشروعة.

غير أن ما كان ملفتاً في هذه الاحتجاجات ليس فقط حجمها أو أصواتها، بل غياب التواصل الرسمي الحقيقي معها. هنا يبرز السؤال الكبير: أين وزير التواصل المهدي بنسعيد، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يُفترض أن يكون حلقة وصل بين الدولة وشبابها في لحظات التوتر الاجتماعي؟ الواقع أن الوزير يبدو منشغلاً أكثر بمباريات فريقه المحلي لكرة القدم، اتحاد يعقوب المنصور، من متابعة نبض الشارع وتحليل مطالب جيل يطالب بالاعتراف والكرامة وفرص عادلة في التعليم والعمل والحياة الكريمة.

ردّ السلطات الأمني على هذه الاحتجاجات، الذي اتسم بالقوة واعتقالات المشاركين، أعاد النقاش حول مدى قدرة الدولة على إدارة الغضب الاجتماعي بأساليب حكيمة ومرنة، بدل أن يتحول الاحتجاج إلى أزمة وطنية تؤثر على صورة المغرب داخلياً ودولياً. تجارب دولية مثل تشيلي وإسبانيا وتونس تظهر أن القمع وحده لا يحقق الاستقرار، بل قد يزيد الاحتقان ويحول مطالب محدودة إلى أزمة أوسع.

جيل Z لا يسعى لإضعاف الدولة، بل يطالب بالاعتراف والمشاركة الحقيقية في صناعة المستقبل. لهذا، فإن بناء الثقة معه لا يتم بالقمع أو التجاهل، بل عبر الحوار الصادق، الشفافية، والإصلاحات الملموسة. المغرب، الذي يطمح إلى لعب أدوار كبرى إقليمياً ودولياً، لا يمكنه تجاهل صوت شبابه، خصوصاً عندما يظهر أن المسؤول عن التواصل الرسمي يختار الانشغال بالهوايات الشخصية على حساب إدارة واحدة من أهم أزمات الشباب في البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى