من “جبروت” إلى “GENZ212”.. الحسابات المجهولة للمخابرات الجزائرية تكشف وجهها الحقيقي في تأجيج الفوضى
من “جبروت” إلى “GENZ212”.. الحسابات المجهولة للمخابرات الجزائرية تكشف وجهها الحقيقي في تأجيج الفوضى

الدار/ سارة الوكيلي
في خضم الأحداث التي تعرفها الساحة الرقمية المغربية، برز تحول لافت أثار الكثير من التساؤلات. فقد أقدم حساب على تطبيق “تلغرام” كان يُعرف باسم “جبروت”، اشتهر بخطابه التحريضي وإثارة المخاوف عبر التهويل الإعلامي، على تغيير اسمه بشكل مفاجئ إلى “GENZ212”. هذه الخطوة لا يمكن اعتبارها مجرد تعديل شكلي، بل تحمل في طياتها دلالات عميقة تتعلق بالتحولات في أسلوب إدارة الحملات الرقمية التي تستهدف الشارع المغربي.
فبعدما كان هذا الحساب يشتغل في الظل عبر بث رسائل مبطنة تدفع نحو التشكيك وزرع البلبلة، انتقل اليوم إلى مرحلة أكثر خطورة، تتمثل في التبني العلني لخطاب الفوضى ومحاولة تقديم نفسه كمنصة “قيادة” للشباب المحتج. هذا التحول يعكس رغبة واضحة في الانتقال من التوجيه غير المباشر إلى ممارسة دور محوري في تعبئة الشارع، ما يطرح سؤالًا جوهريًا حول الجهات التي تقف خلف هذه الاستراتيجية، والغاية الحقيقية من هذا التصعيد الرقمي.
المثير في هذا السياق أن اختيار اسم “GENZ212” ليس اعتباطيًا؛ فهو يوحي باستهداف جيل كامل من الشباب المغربي المعروف بجيل Z، وربطهم برقم “212” الذي يرمز إلى المغرب، في محاولة لإضفاء طابع محلي وحاضنة شبابية على الخطاب التحريضي. هذا التكتيك يعكس إدراكًا بخطورة المرحلة واستغلال مشاعر الشباب وإحباطاتهم الاجتماعية لتغذية خطاب الفوضى.
تحولات كهذه تؤكد أن معركة الرأي العام لم تعد تدور فقط في الشارع، بل انتقلت بقوة إلى المنصات الرقمية التي أصبحت تُستعمل كأدوات لتأجيج المشهد السياسي والاجتماعي. وهو ما يستدعي وعيًا جماعيًا بخطورة الانسياق وراء هذه الحملات، خاصة وأن تجارب عديدة حول العالم أثبتت أن الحسابات المجهولة لا تسعى إلى الإصلاح أو الدفاع عن مصالح الشعوب، بقدر ما تخدم أجندات خارجية تسعى لزعزعة الاستقرار.
إن ظهور “جبروت” بحلته الجديدة تحت اسم “GENZ212” ليس إلا حلقة جديدة في مسلسل طويل من محاولات التلاعب بالعقول عبر الوسائط الرقمية، ما يفرض على المتابعين – خاصة الشباب – التحلي بالوعي النقدي وعدم الوقوع في فخ التوجيه الخفي الذي يتستر خلف شعارات جذابة لكنها فارغة من أي مضمون حقيقي.