أخبار الدارسلايدر

الذكرى السبعون لعيد الاستقلال.. تاريخ يصنع حاضر المغرب ومستقبله

الذكرى السبعون لعيد الاستقلال.. تاريخ يصنع حاضر المغرب ومستقبله

الدار/ إيمان العلوي

احتفل المغرب الثلاثاء بالذكرى السبعين لعيد الاستقلال، مناسبة وطنية تختزن قيمة رمزية عميقة في وجدان المغاربة، وتمثل لحظة تأمل جماعي في مسار طويل من الكفاح والنضال لاسترجاع السيادة وبناء الدولة الحديثة. فالاستقلال لم يكن حدثاً سياسياً عابراً، بل ثمرة عقود من المقاومة المسلحة والوعي الوطني والعمل المشترك بين الشعب والعرش، بقيادة أب الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس الذي جسّد بصموده رمز الإرادة الشعبية في مواجهة الاستعمار.

تستعاد في هذه المناسبة صفحات مشرقة من تاريخ المغرب، من نفي الملك محمد الخامس سنة 1953 إلى مدغشقر، إلى الانتفاضات الشعبية المتتالية التي وحدت صفوف المغاربة بكل مكوناتهم الاجتماعية والمجالية، وصولاً إلى العودة التاريخية في 18 نونبر 1955، إيذاناً بولادة مرحلة جديدة قائمة على السيادة وبناء المؤسسات وتحرير ما تبقى من أجزاء الوطن.

ولم يقف المسار عند استرجاع الاستقلال، بل امتد إلى بناء دولة قوية وتثبيت وحدتها الترابية عبر استرجاع طرفاية وسيدي إفني والصحراء المغربية سنة 1975 بفضل المسيرة الخضراء، التي شكلت بدورها محطة وطنية مفصلية عززت الرابط المتين بين الشعب والعرش وأكدت أن قضية الوحدة الترابية ليست مجرد ملف سياسي، بل جزء من الهوية الوطنية.

بعد سبعين عاماً، يتجدد هذا الالتزام في ظل قيادة جلالة الملك محمد السادس الذي قاد مرحلة جديدة عنوانها التحديث، العدالة الاجتماعية، توسيع البنيات التحتية، والتموقع الدولي الجديد للمغرب كقوة صاعدة إقليمياً وقارياً، من خلال مشاريع كبرى مثل ميناء طنجة المتوسط، محطات إنتاج الطاقات المتجددة، والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.

إن هذه الذكرى ليست فقط لحظة احتفاء بالماضي، بل مناسبة لتجديد العهد مع قيم الوطنية، والتشبث بالسيادة والوحدة والالتفاف حول المشروع الوطني الذي يواصل رسم مستقبل مغرب قوي، مستقر، طموح، ومؤمن بقدراته. فالتاريخ الذي صنعه جيل المقاومة والتحرير أصبح اليوم مسؤولية جيل بناء المستقبل، حتى يظل المغرب كما أراده أبناؤه: حراً، موحداً، ومزدهراً.

كل عام والمغرب أكبر شأناً، أقوى حضوراً، وأعمق ارتباطاً بذاكرته وهويته واستقلاله.

زر الذهاب إلى الأعلى