أخبار دوليةسلايدر

أحمد طالب الإبراهيمي.. رحيل صوت الجزائر الإصلاحي

الدار/ زكريا الجابري

ودّعت الجزائر، يوم الأحد 5 أكتوبر 2025، واحدًا من أعمدة تاريخها السياسي والثقافي بعد الاستقلال، أحمد طالب الإبراهيمي، عن عمر يناهز 93 عامًا. الإبراهيمي لم يكن مجرد سياسي، بل كان رمزًا للإصلاح والتحديث، وسليل مدرسة جمعية العلماء المسلمين الذين وضعوا أسس التعليم والثقافة الوطنية.

بدأت مسيرة الإبراهيمي في وزارة التربية، حيث كان له دور بارز في تعريب التعليم وتحديث المناهج الدراسية، مسهمًا في تأسيس هوية تعليمية جزائرية بعد سنوات من الاستعمار. بعد ذلك، تقلد وزارة الإعلام والثقافة، فعمل على تعزيز الإنتاج الثقافي الوطني ودعم الإعلام كمؤسسة وطنية قادرة على نقل صورة الجزائر داخليًا وخارجيًا.

أبرز محطات حياته كانت على الصعيد الدبلوماسي، حين تولى وزارة الخارجية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد. هناك، جسّد الإبراهيمي التوازن بين الدفاع عن مصالح الجزائر الإقليمية والدولية، وساهم في تعزيز مكانة الجزائر في الساحة الدولية، خصوصًا خلال حقب سياسية صعبة مليئة بالتحديات الداخلية والخارجية.

لم تكن مسيرته بعيدة عن السياسة الانتخابية، فقد ترشح للانتخابات الرئاسية عام 1999، لكنه انسحب مع بقية المرشحين احتجاجًا على ما اعتبره تزويرًا انتخابيًا، محافظًا بذلك على قيم النزاهة والمصداقية التي عرف بها طوال حياته.

يبقى أحمد طالب الإبراهيمي نموذجًا للسياسي المثقف والمصلح الوطني، الذي مزج بين الفكر الإصلاحي والعمل السياسي والدبلوماسي، تاركًا إرثًا مؤثرًا في مسار الجزائر الحديث، سواء في التعليم أو الثقافة أو السياسة الخارجية.

زر الذهاب إلى الأعلى