أخبار الدارأخبار دوليةسلايدر

في نيويورك… أغلبية ساحقة تدعم مغربية الصحراء: الحكم الذاتي يترسخ كخيار واقعي ووحيد لإنهاء النزاع

في نيويورك… أغلبية ساحقة تدعم مغربية الصحراء: الحكم الذاتي يترسخ كخيار واقعي ووحيد لإنهاء النزاع

 

 

الدار / غيثة حفياني

شهدت قاعة الأمم المتحدة بنيويورك، يوم الاثنين، خلال اجتماعات اللجنة الرابعة للجمعية العامة في دورتها الثمانين، تحولًا لافتًا في موازين الخطاب الدولي بشأن قضية الصحراء المغربية، حيث تعالت الأصوات المؤيدة لمقترح الحكم الذاتي كصيغة واقعية ونهائية لتسوية هذا النزاع الإقليمي المفتعل.

من الخليج إلى إفريقيا مرورًا بأوروبا وأمريكا اللاتينية، توحدت المواقف حول دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتثمين مبادرته التي اعتبرتها الأمم المتحدة ودول كبرى “جادة وذات مصداقية”.

كانت المواقف الخليجية الأكثر انسجامًا وصلابة في دعم المغرب. فقد أكدت دولة قطر أن “الحكم الذاتي يشكل أساسًا واقعيًا وعقلانيًا لإنهاء النزاع”، بينما شدد مجلس التعاون الخليجي في موقف موحد على أنه “لا مجال للتشكيك في مغربية الصحراء”، داعيًا إلى احترام وحدة التراب المغربي.

من جهتها، جددت السعودية تأكيدها أن “أي حل خارج إطار مقترح الحكم الذاتي غير ممكن”، فيما أكدت الإمارات والبحرين دعمهما الثابت للمغرب، مبرزتين أن هذا المقترح “هو الحل الواقعي الوحيد القادر على ضمان الاستقرار الإقليمي”.

توسعت رقعة التأييد الإفريقي لتشمل دولًا مثل بوركينا فاسو التي شددت على أن “تسوية قضية الصحراء ضرورية لحفظ الأمن في شمال إفريقيا”، معتبرة أن الحكم الذاتي هو “الحل الوحيد والأوحد للنزاع”.
أما التوغو فقد أشادت بجهود المغرب التنموية في أقاليمه الجنوبية، مؤكدة في الوقت نفسه احترام المملكة لوقف إطلاق النار، ما يعكس التزامها بخيار السلم والاستقرار.

من القارة الأمريكية، أعربت جمهورية الدومينيكان والباراغواي عن دعمهما الصريح للمبادرة المغربية، واعتبرتا أن “الحكم الذاتي هو الحل الوحيد القابل للتطبيق”، مؤكدتين سيادة المغرب الكاملة على الصحراء.
أما المملكة المتحدة فقد جددت موقفها الثابت، مؤكدة دعمها لمبادرة الحكم الذاتي ومشددة على “احترام سيادة المغرب ووحدته الترابية”.

في المقابل، بدا لافتًا حجم العزلة التي تعيشها جبهة البوليساريو ومن يقف خلفها، إذ لم تحظ سوى بدعم محدود من إيران وجنوب إفريقيا، في وقت تتجه فيه غالبية الدول نحو دعم المقاربة المغربية باعتبارها الأكثر جدية وواقعية.

هذا التحول الدبلوماسي يعكس قناعة دولية متزايدة بأن مشروع الانفصال لم يعد مقبولًا في منطق العلاقات الدولية الحديثة، وأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الوحيد الذي يضمن الأمن والتنمية لسكان الأقاليم الجنوبية.

يُظهر مشهد نيويورك أن الدبلوماسية المغربية نجحت في ترسيخ قناعتها داخل الأمم المتحدة وفي المحافل الإقليمية والدولية، من خلال رؤية واضحة تقوم على الواقعية والالتزام بالشرعية الدولية، مقابل تراجع خطاب البوليساريو ومن يدعمها إلى الهامش.

إن الإجماع المتنامي حول المبادرة المغربية للحكم الذاتي لا يمثل فقط انتصارًا دبلوماسيًا للرباط، بل يؤكد أن العالم بات مقتنعًا بأن مستقبل المنطقة لن يبنى إلا على أساس الوحدة الوطنية والتنمية المشتركة، لا على أوهام الانفصال التي تجاوزها الزمن.

زر الذهاب إلى الأعلى