الرياضةسلايدر

المنتخب المغربي… رمز للوحدة الوطنية لا ساحة لتصفية الحسابات

الدار/ إيمان العلوي

في خضم الحملات العدائية ضد التقدم الحاصل في كرة القدم المغربية والدعوات العدمية لمقاطعة مباريات المنتخب الوطني، يبرز صوت العقل الوطني ليذكر الجميع بأن هذا المنتخب ليس ملكًا لفئة دون أخرى، ولا يمثل حزبًا أو تيارًا سياسيًا، بل هو مرآة تعكس هوية وطن بأكمله، وتاريخًا من النضال الكروي الذي صاغته أجيال متعاقبة من أبناء الشعب.

فالمنتخب المغربي، الذي يرفع الراية الحمراء تتوسطها النجمة الخضراء في كل محفل دولي، هو عنوان للوحدة والانتماء، وليس ساحة لتصفية الحسابات أو لتوجيه الاتهامات. إن محاولات التشويش أو التحريض عليه، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الخطابات المغرضة، لا تستهدف اللاعبين فحسب، بل تطعن في أحد أبرز رموز اللحمة الوطنية.

لقد أثبتت التجارب أن كرة القدم في المغرب تتجاوز كونها مجرد رياضة، فهي قوة ناعمة تجمع المغاربة على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، وتعيد تشكيل صورة البلاد في الخارج باعتبارها دولة طموحة قادرة على المنافسة والتميز.

وما تحقق في السنوات الأخيرة من نجاحات، سواء في كأس العالم 2022 أو في تنظيم البطولات القارية المقبلة، يؤكد أن الرياضة باتت جزءًا من الدبلوماسية الوطنية وصورة المغرب الحديثة.

الملاعب المغربية ستظل فضاءً للفرح، وموعدًا مع الوطنية في أبهى تجلياتها، ولن يوقف دورانها خطاب الكراهية أو التشكيك. فمن حق كل مغربي أن ينتقد، لكن بشرفٍ ومسؤولية، لأن الانتقاد الذي يزرع الشك ويضرب الروح الجماعية، ليس رأيًا، بل خدمة مجانية لأعداء الوطن.

إن من يهاجم المنتخب أو يحاول المساس بالبطولات التي ستُقام فوق التراب المغربي، إنما يسيء إلى نفسه قبل أن يسيء إلى بلده، لأن المنتخب هو صورة الوطن في الخارج، ووجهه الرياضي الذي يتحدث لغة الإنجاز.

وسيبقى شعار المغاربة واضحًا: “نحن مع المنتخب إلى الأبد، أحب من أحب وكره من كره”، فالوطن لا يُساوَم، والراية لا تُسقَط، ومن أراد أن يعارض، فليعترض بموضوعية، أما الوطن والمنتخب والملاعب ففوق الجميع.

زر الذهاب إلى الأعلى