واشنطن تحسم الموقف في مجلس الأمن: مبادرة الحكم الذاتي المغربية قاعدة وحيدة للحل في الصحراء
واشنطن تحسم الموقف في مجلس الأمن: مبادرة الحكم الذاتي المغربية قاعدة وحيدة للحل في الصحراء

الدار/ إيمان العلوي
تقدّمت الولايات المتحدة الأمريكية، بصفتها العضو المكلّف بصياغة مشاريع القرارات الخاصة بالملف داخل مجلس الأمن الدولي، بمقترح قرار رسمي يعتمد مبادرة الحكم الذاتي المغربية كمرجع وحيد للتسوية السياسية، مع اقتراح تمديد مهمة بعثة المينورسو لمدة ثلاثة أشهر فقط بدل السنة المعتادة.
هذا التطور يأتي ليكرّس واقعاً دبلوماسياً جديداً، مفاده أن الموقف الأمريكي لم يعد يقف عند حدود “الدعم الرمزي”، بل انتقل إلى ترجمة عملية لمقاربة واشنطن التي ترى في مشروع الحكم الذاتي المغربي الحل الواقعي، الجدي، والدائم للنزاع الذي طال أمده.
ويرى مراقبون أن قرار تقليص فترة تمديد مهمة المينورسو إلى ثلاثة أشهر يحمل دلالة سياسية واضحة: فواشنطن تسعى إلى تسريع وتيرة الحل النهائي، والضغط على الأطراف المتورطة في إطالة أمد النزاع، وفي مقدمتها الجزائر وجبهة البوليساريو، اللتان تواصلان المراهنة على خطاب الانفصال رغم تآكل الدعم الدولي لهذا الطرح.
وبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، فإن هذا التحرك الأمريكي يأتي بعد مشاورات مكثفة مع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ومع عدد من العواصم الأوروبية والعربية التي تدعم الرؤية المغربية القائمة على الواقعية السياسية واحترام السيادة الوطنية.
ويعتبر هذا المشروع الأمريكي تتويجاً لمسار طويل من التحولات في مواقف المجتمع الدولي تجاه قضية الصحراء، حيث باتت أغلب الدول المؤثرة تعتبر أن مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الإطار الوحيد الممكن لإنهاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
من جهة أخرى، يفسر بعض المحللين تقليص مدة المينورسو بأنه رسالة ضغط على الأطراف المتعنتة، ومؤشر على نفاد صبر المجتمع الدولي تجاه الجمود القائم منذ سنوات. فالأمم المتحدة، وبتشجيع من واشنطن، تبدو اليوم أكثر إصراراً على دفع العملية السياسية إلى الأمام، بعيداً عن الخطابات الجامدة والمناورات الإقليمية.
وبينما تلتزم الرباط بموقفها الثابت الداعي إلى حل سياسي واقعي يقوم على الحكم الذاتي، تبدو الجزائر محاصرة دبلوماسياً، إذ تجد نفسها اليوم أمام عزلة متزايدة، بعدما تبنّت دول أوروبية وإفريقية وعربية الموقف المغربي بشكل صريح، معتبرة أن الوقت حان لطي صفحة النزاع المفتعل وبناء مستقبل مغاربي مستقر ومتكامل.
بهذه المبادرة الأمريكية، تتأكد من جديد الدينامية الدبلوماسية التي يقودها المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس، والتي استطاعت أن تنقل الملف من مربع الصراع العقيم إلى فضاء الحلول الواقعية والمبادرات البناءة.
فهل ستستوعب الجزائر والبوليساريو الرسالة الأمريكية الواضحة، أم ستواصلان الرهان على خيار الانعزال السياسي الذي لم يعد يجد له مكاناً في المعادلة الدولية الجديدة.






