أخبار الدارسلايدر

السفيرة الصينية بالرباط تستعرض مخرجات الجلسة العامة للحزب الشيوعي الصيني.. والتعاون الاستراتيجي بين البلدين محورها الأساسي

السفيرة الصينية بالرباط تستعرض مخرجات الجلسة العامة للحزب الشيوعي الصيني.. والتعاون الاستراتيجي بين البلدين محورها الأساسي

الدار/ كلثومة إدبوفراض

عقدت اليوم الثلاثاء 4 نونبر 2025، مؤتمراً صحفياً بشأن الجلسة العامة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، بمقر السفارة الصينية بالعاصمة الرباط.

وقد حضر المؤتمر عدد كبير من الصحفيين المحليين والدوليين، لمناقشة القضايا المتعلقة بمجالات التعاون بين البلدين، ومدى التزام الصين والمغرب بتعزيز العلاقات الثنائية وسبل تطويرها بما يحقق المصالح المتبادلة للدولتين.

وفي سياق المؤتمر، أكّدت السفيرة الصينية لدى المملكة المغربية، يو جينسونغ، أن المغرب استطاع أن يرسّخ موقعه كنموذج ناجح للشراكات الاستراتيجية الحديثة، مستنداً إلى تاريخ طويل من التفاهم والتقارب الحضاري بين الشعبين، مبرزة أن العلاقات بين بكين والرباط تجاوزت الإطار الثنائي لتشمل التعاون في قضايا التنمية، والتحديث الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، في انسجام تام مع أولويات البلدين.

وفي مداخلتها خلال المؤتمر، تطرّقت السفيرة يو جينسونغ إلى نتائج الجلسة العامة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، موضحة أن هذه الجلسة شكّلت محطة محورية في مسار التنمية الوطنية بالصين، من خلال الإعداد للخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030).

وأشارت إلى أن هذه الخطة تُجسّد ثلاث قيم أساسية هي الاستمرارية في السياسات، والترسيخ للإنجازات، والالتقاء في الجهود الوطنية، بما يعزّز مسيرة التحديث الاشتراكي في البلاد ويضمن استقرار السياسات الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل.

وبيّنت السفيرة أن الصين تمكنت، خلال تنفيذ الخطة الرابعة عشرة، من تحقيق قفزات نوعية في النمو الاقتصادي، حيث تجاوز الناتج المحلي الإجمالي 130 تريليون يوان، مع مساهمة تُقدّر بنحو 30 في المائة من إجمالي النمو العالمي، مما يؤسس لمرحلة جديدة من التنمية المتكاملة.

كما أبرزت أن الخطة الجديدة س

تواصل التركيز على الابتكار العلمي والتكنولوجي، وتطوير الاقتصاد الرقمي والصناعات الحديثة، إلى جانب تسريع التحول الأخضر وبناء “صين جميلة” تحقق التوازن بين النمو والبيئة.

وفي ما يتعلق بالانفتاح والتعاون الدولي، أكدت يو جينسونغ أن الصين ستواصل انتهاج سياسة الانفتاح الواسع، ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف، مع العمل على توسيع الشراكات الاستراتيجية ضمن مبادرة “الحزام والطريق”. كما أشارت إلى القرار الصيني القاضي بإلغاء الرسوم الجمركية بالكامل على واردات 53 دولة إفريقية، من بينها المغرب، باعتباره خطوة ملموسة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب والمساهمة في التنمية المشتركة.

وأضافت السفيرة أن الصين تعتبر الازدهار المشترك أساساً للحداثة الصينية، مؤكدة أن بكين ستواصل دعم سياسات التعليم، والرعاية الصحية، وضمان العدالة الاجتماعية، وتقليص الفوارق بين المناطق الحضرية والريفية. كما شددت على أن قيادة الحزب الشيوعي الصيني تظل الضمانة الأساسية لاستمرار مسار التحديث وتحقيق الأهداف التنموية الكبرى، سواء داخل البلاد أو في علاقاتها الدولية.

وفي ما يتعلق بالعلاقات الصينية المغربية، أوضحت السفيرة أن البلدين يرتبطان بعلاقات صداقة تاريخية تمتد لقرون، وأن هذه العلاقات تعزّزت بشكل غير مسبوق خلال العقد الأخير، خاصة بعد زيارة جلالة الملك محمد السادس إلى الصين عام 2016، التي أطلقت مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وذكرت أن التعاون بين بكين والرباط يشمل مجالات متعددة أبرزها الطاقات المتجددة، التحول الرقمي، البنية التحتية، والتكنولوجيا الخضراء، مشيرة إلى أن المغرب أصبح ثاني أكبر وجهة عالمية للاستثمارات الصينية في هذا المجال.

واختتمت يو جينسونغ مداخلتها بالتأكيد على أن العلاقات الصينية المغربية مقبلة على آفاق واعدة في ظل التطابق بين أولويات التنمية في البلدين، لاسيما مع استعداد المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 وتنفيذ استراتيجية “المغرب الرقمي”، إلى جانب التزام الصين بمواصلة دعم المبادرات المشتركة في مجالات تمكين المرأة والتنمية المستدامة والتعاون الثقافي، بما يعزز بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية ويسهم في إرساء السلام والازدهار العالميين.

زر الذهاب إلى الأعلى